علاء عبد الوهاب
دائرة الثأر.. ومخاوف التوريط
إنها الحرب، لا ريب، لسنا بصدد عملية ثأرية، تأتي كرد فعل، لكنها حرب شاملة متعددة الميادين، سوف تتوالي معاركها علي أكثر من جبهة، يتطلب ذلك وعيا تاما بمخاطر الانزلاق إلي توريط الجيش في أي معركة لايختار مكانها وزمانها بدقة، الأمر الذي يستدعي حيازة ما يمكن تسميته، أو وصفه بـ »الذكاء الاستراتيچي»، لأن الحرب ممتدة، ولا خيار آخر لنا، فإما أن نكون أو لا نكون، تلك هي المسألة.
حربنا عادلة، مشروعة، حتي لو بدت ردا ثأريا، إلا أنها في المحصلة النهائية لا يجب أن تجرنا إلي التعامل بالقطعة، ننتظر ضربة لنثأر بعدها، ولا حاجة للتذكير بأن خير وسيلة للدفاع الهجوم، الذي نحدد أين ومتي وكيف؟ فمن السهل أن تبدأ حربا، لكن من الصعب أن تحدد موعدا لحسمها.
حتي حين تكون الحرب مفروضة، فلابد من امتلاك استراتيچية شاملة، محورها أن ما نحن بصدده حرب نتوحد فيها جميعا، فلا فرق بين مدني وعسكري، بين مسئول ومواطن عادي، إنها حرب »الكل في واحد»، من هنا فالمشهد يتجاوز فلسفة الثأر، رداً علي عمليات همجية، وحشية يرتكبها تنظيمات إرهابية خرجت جميعا من رحم »الخوان المتأسلمين»، ولعل الانتباه لهذه الحقيقة يجعلنا نحدد الهدف بدقة، ومن ثم الإجابة علي سؤال من هو العدو الحقيقي؟ ومن هم الحلفاء الرئيسيون؟ لانها حرب مفتوحة نتيجتها تُحسم وفق المعادلة الصفرية: إما هم أو نحن.
رغم كل هذه المعطيات الصعبة، يظل هناك محظوران ينبغي ألا نقع في أحدهما أو كليهما: ألا نتعامل مع أي جريمة إرهابية بمنطق الرد الثأري، وألا تسيطر علي دوائر صناعة القرار مخاوف التوريط، وإلا فإننا سننجر إما إلي عمليات استنزاف، أو مواجهة أطواق من الخارج والداخل، من ثم لا بديل عن نصر حاسم.