المساء
طارق مراد
مورينيو الفاشل والباكون علي جوزيه
السقوط المروع.. والفشل الذريع الذي يتعرض له فريق تشيلسي بعد خسارته خمس مباريات متتالية في الدوري الانجليزي لكرة القدم تثم خروجه من بطولة الكأس هل يجعلنا نصف المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو بأنه مدرب فاشل.. أو مدرب عادي.. لأن حالة الانهيار المفاجئة التي يتعرض لها فريقه.. بينما يقف هو عاجزاً عن حل هذا اللغز.. ومكتوف الأيدي غير قادر علي علاج هذا الانهيار الفني والمعنوي للاعبيه في الملعب.. أعتقد أن البعض سوف يطلق علي مورينيو انه مدرب عادي وليس بالعبقري الفذ الذي حاول هو دائما ومعه معجبوه أن يضعوه في هذا "البرواز".. أو البعض الآخر سوف يصفه بأنه مدرب فاشل.. وأنا شخصيا أميل إلي الرأي الأول بأنه عادي ويجتهد مثل الكثير من مدربي الساحرة المستديرة هذا فقط ولا غير.. فهو ليس بالعبقري الفذ.. وهو أيضا ليس فاشلا ولكن الدرس المستفاد من تلك الأزمة المفاجئة التي يعيشها نادي تشيلسي ان المبالغة في دور المدربين فيما تحققه الأندية التي يقودونها هو أمر مرفوض لأن ما يحققه أي فريق من بطولات يعتمد في المقام الأول علي كفاءة ومهارة اللاعبين وحالة التوفيق التي تلازمهم.. ومدي جاهزيتهم المعنوية والذهنية والنفسية والبدنية خلال المباريات.. وهو ما يعني أن نصيب اللاعبين فيما يتحقق من إنجازات لا يقل عن 90% بينما الـ 10% المتبقية تكون من نصيب الجهاز الفني والطبي.. فالمدير الفني دوره ينحصر في اختيار التشكيل والإعداد البدني والنفسي للاعبين والتغييرات التي يجريها أثناء المباريات.. وأعتقد اننا في مصر لدينا نموذج صارخ يؤكد هذا الواقع فهناك من يلوم مجلس إدارة النادي الأهلي لأنه رفض التعاقد مع البرتغالي مانويل جوزيه وفضل عليه مواطنه بيسيرو ولهذا أقول لهؤلاء الباكون علي جوزيه ان هذا الرجل نجح مع الأهلي لأن فريقه كان يضم جيلا ذهبيا من اللاعبين الموهوبين بقيادة محمد بركات ومحمد أبوتريكة ومجلس إدارة الأهلي آنذاك اشتري له فكان من الطبيعي أن يحقق هذا الكم من البطولات المحلية والافريقية وصولا لمونديال الأندية ولكن سنجد أن جوزيه فشل فشلا ذريعا عندما ترك الأهلي وتولي أندية في انجولا والسعودية
وفي كل مرة كان يتم إقالته بسبب سوء نتائج وتدهور عروض ومستويات فريق الكرة فجوزيه الأهلي ومورينيو الأهلي.. الفيصل دائما في نجاح أي منهما في مرحلة ما هو طبيعة اللاعبين والأمثلة كثيرة ومتعددة في مختلف بلدان العالم وأشهر أنديتها لمثل هذه النماذج وانطلاقا من هذا الواقع المرير فمورينيو وجوزيه اعتقد أن المبالغة في قدرات وعبقرية المدربين سواء إعلاميا أو ماديا هو مبالغة مرفوضة شكلا وموضوعا وإذا كانت الساحرة المستديرة أصبحت صناعة ضخمة وتعتمد علي اقتصاديات بالملايين عندنا وبالمليارات في أوروبا فلن يستطيع أحد أن يوفق المبالغة في مرتبات المدربين.. ولكن نستطيع أن نتصدي لظاهرة المبالغة في قدرات المدربين إلي حد وصفهم بالعباقرة الأفذاذ لأن مثل هذه النوعية لا وجود لها في الحقيقة بمجال وعالم التدريب.. لأنه كما ذكرت في النماذج السابقة ان موهبة اللاعب هي دائما الفيصل في تحقيق البطولات والإنجازات واسألوا مورينيو التائه الآن في بلاد الفرنجة وجوزيه العائد إلي موطنه بعد رحلة توهان في قارتي آسيا وافريقيا لذلك ياليت الباكين علي جوزيه يعودون لرشدهم ويتركون بيسيرو يعمل في هدوء فالرجل في مرحلة دراسة لإمكانيات لاعبيه والتعرف علي قدراتهم ويحتاج لدعم فريق الأهلي ومجلس إدارته ومساندتهم حتي يمكن تقييمه والحكم عليه بناء علي ما سوف يحققه من نتائج وفي مقدمتها استعادة بعض ما فقده الأهلي من بطولات في الموسم الماضي إن لم يكن جميعها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف