المساء
خالد امام
الآن.. خدوا العزاء..!!
زيارة الرئيس السيسي للكاتدرائية وتعزية البابا تواضروس في شهداء مصر الذين ذبحهم تنظيم داعش في ليبيا يجب الا نختصرها في "تطييب خاطر" شركاء الوطن من رأس الدولة لأن لها بعدا اعمق.. هو "توقيت الزيارة".
الرئيس لم تغمض له عين منذ اذيع شريط ذبح المصريين.. حيث عقد اجتماعا عاجلاً لمجلس الدفاع الوطني الذي اتخذ قرار "الضربة".. ثم خرج في وقت متأخر جداً ليوجه كلمة إلي الشعب وتحذيراً شديد اللهجة إلي الدواعش ومن يحرضهم ويمولهم ويسلحهم ويخطط لهم بل ويصور جرائمهم ويسوقها وأعلن للكافة أن مصر تحتفظ لنفسها بحق الرد للقصاص من هؤلاء القتلة في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة.. وبعدها بساعتين كانت 8 مقاتلات تقصف أهدافا حيوية لداعش في ليبيا بالتنسيق مع القيادة الليبية.. ثم شهد توقيع صفقة الطائرات الفرنسية لتكتمل الصورة الرائعة مما دفع وزير الدفاع الفرنسي إلي أن يهتف "تحيا مصر.. تحيا فرنسا".
هنا فقط.. ذهب السيسي إلي الكاتدرائية مرفوع الرأس ليقول للبابا: الآن اعزيكم واعزي نفسي ومن حقكم ان تأخذوا العزاء في شهدائنا بعد أن أنزلنا القصاص العادل في القتلة..
هكذا تكون القيادة.. هكذا يكون "رئيس مصر".. لم ينجر لقرار انفعالي متسرع بدخول الجيش في مستنقع لتمزيقه ولم يهدأ حتي أخذ بالثأر.. فلم يكن مقبولاً ابداً وكعادة المصريين ان نتقبل العزاء في قتلي دون الأخذ بثأرهم.. ولسه.. المزيد قادم والبداية ستكون بتحالف مع فرنسا وإيطاليا والسعودية والإمارات.. وتبقي تعترض أمريكا وقتها.
الضربة لم تكن عشوائية أو غير مخطط لها.. علي العكس.. اعتقد أنها كانت سابقة التجهيز لمثل هذه الظروف.. ونجاحها جاء في المقام الأول نتيجة معلومات دقيقة جداً بدليل أن المقاتلات ضربت 4 مدافع رباعية "م.ط" فوق منازل وهدمت منزلاً به قيادة بارزة لداعش دون أن تمس أي مدني أو أي منزل مجاور.. كما تم تدمير أماكن تجمع الإرهابيين ومخازن للذخيرة وهو ما يؤكد أن المقاتلات كانت تعرف أهدافها جيدا وإصابتها بمنتهي الدقة والحرفية.. أيضا.. فإن القرار كان مصريا خالصا حيث فوجئت أمريكا نفسها بما حدث والذي جعل لمصر دوراً إقليميا واضحا ومفروضا علي الغرب لأول مرة منذ سنوات.
هذه الصورة الرائعة.. تقابلها صورة أخري حقيرة.. مفرداتها موقف أمريكا "صانعة داعش" وقطر التي تمول وتسلح هذا التنظيم الإرهابي:
* ما تبثه قطر علي قناتها القذرة. وما تقوم به طائراتها التي تدخل ليبيا من الأراضي السودانية وتسقط السلاح إلي داع
ش يجعلنا نطالب ونصر علي الطلب بقطع العلاقات مع الدوحة واسقاط الجنسية عن كل الهاربين هناك.
* وأن تغفل أمريكا في كل تصريحاتها وإجراءاتها وصف داعش بأنه إرهابي يؤكد أنها تدعم هذا التنظيم بكل قوة.. فخارجيتها وصفت ذبح المصريين في ليبيا بأنه عمل خسيس وكان المفروض أن تصفه بأنه "عمل إرهابي خسيس".. كما أن المؤتمر الذي ستعقده علي أراضيها عنوانه "مقاومة التطرف" وهو تراجع مقصود عما كان متفقا عليه من أن المؤتمر لمواجهة الإرهاب.. وأخيرا فإن أوباما طلب تفويض الكونجرس له بمحاربة داعش لمدة 3 سنوات دون أن يقدم جدول أعمال لهذه الحرب.. فهل هذه لغة قوة عظمي ترغب بصدق في دحر الإرهاب ومعها 60 دولة أم تمييع للأمور..؟؟
بالعند في كل الأوباش والانجاس.. تسلم الأيادي.. وتحيا مصر
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف