المساء
محمد جبريل
أحزابنا والبرامج الغائبة!
المعني الواضح لمحاولات الأحزاب السياسية القائمة توحيد كياناتها للمشاركة في الانتخابات النيابية القادمة. هو افتقاد القاعدة الجماهيرية التي تعطي الحزب ثقله. وتعينه علي تطبيق برنامجه الانتخابي. فضلاً عن منحه أصواتها للحصول علي مقاعد في المجلس النيابي.
اللافت أن غالبية المواطنين المهمومين سياسياً. لا يعرفون أسماء الأحزاب القائمة. ولا يعرفون بالتالي برامج تلك الأحزاب الداخلية والخارجية.
أقرأ علي جانبي الطرق لافتات عليها أسماء أحزاب. أعرف أسماء بعضها. وإن خلت برامجها المعلنة من التفصيلات التي توضح الأهداف المرجوة. لا أحد يختلف في العموميات مثل مجاوزة التخلف. وزيادة معدلات التنمية. وتشغيل الشباب. وتكافؤ الفرص. والرعاية الاجتماعية. وغيرها من الشعارات التي تحتاج إلي برامج مدروسة وخطط عمل تكفل لها التطبيق الفعلي بما يخاطب وعي الناخب. ويحفزه لانتخاب المرشح الأقرب تعبيراً عن همومه ومشكلاته. الشخصية والعامة.
أخشي أن القبول الشخصي والشعارات البليغة وصلة القرابة والصداقة والمعرفة. سيكون لها دور حاسم في اختيارات الناخبين لمرشحي المجلس النيابي القادم. فمعظم البرامج تتسم بالعمومية. بها قد يصرف المواطن العادي عن التأمل والمناقشة والتوصل إلي قناعات تملي عليه اختياره.
لعلي أجد في الفترة القصيرة التي تقربنا من انتخابات مجلس النواب. ما يدفع الأحزاب. سواء خاضت المعركة الانتخابية في قوائم لكل حزب. أو لمجموعة من الأحزاب.. إلي التعريف ببرامجها. وما إذا كانت تستهدف مصالح فئة أو طبقة. أو صالح الوطن كله.
الوسائل متاحة. في اللقاءات الجماهيرية. والصحف ووسائل الإعلام. يتحدث المرشح عن ماضيه. ودوافع ترشحه. وصلته بالقاعدة الجماهيرية في الدائرة التي تقدم لتمثيلها في مجلس النواب. ويلجأ الناخب من ثم إلي وعيه. أو إلي من يطمئن إلي وعيهم. بعيداً عن الرشاوي المادية والعينية.
إذا كان الفساد السياسي. ممثلاً في الحزب الوطني. في مقدمة السلبيات التي قامت ثورة يناير للقضاء عليها. فمن غير المتصور أن يعود كل شيء علي بدء. فيعود إلي واجهة الحياة السياسية. بل وإلي قلبها. هؤلاء الذين قام الشعب المصري بثورتين متعاقبتين. سعيا للخلاص من فسادهم. وإفسادهم!
بتعبير محدد. فإن القيادات التي كانت ممارساتها باعثاً لخروج الملايين من أبناء مصر في مظاهرات التنحي. يجب أن تقف علي الهامش. أو تختفي!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف