الأخبار
علاء عبد الوهاب
كمن يصرخ في البرية
علي الأقل حتي الآن، فإن مصر بقيادة السيسي -وحدها تقريبا- لاتكتفي بالتحذير من خطورة التهديدات التي تكاد تعصف ببقايا ماكان يسمي بالنظام الإقليمي العربي، وبالمقابل فإن معظم الاشقاء يكتفون بهز الرؤوس، وأحيانا تبويس اللحي، والنتيجة النهائية: صفر عربي كبير!
مصر لاتشير فقط للتحديات والمخاطر، لكنها تطرح الحلول والبدائل، في ضوء رؤية شاملة لحماية الأمن القومي العربي المهدد بدرجة تجعل المستقبل العربي في مهب تسونامي لايتوقف، ومشروع فاجر، وخصوم يجاهرون بالعداء، والهدف تفتيت المنطقة، وتقزيم كل القوي المؤهلة لمجابهة ما لم تواجهه من قبل عبر تاريخها.
وفي الوقت الذي يؤكد فيه السيسي -من المنامة- أن الأمن القومي العربي بات مهدداً علي نحو أصبح يحتم الحفاظ علي ما تبقي من الدول ومؤسساتها، تعلو أصوات تري في فرض خرائط التقسيم «شيئا إيجابيا» وأن الاستعمار الجديد الذي يعتبر تلك مهمته المقدسة، لايضمر لنا شراً، والغريب أن من تبنوا هذه الرؤية ينطلقون من عواصم عربية!!
أخشي أن يكون مصير صوت مصر المحذر، كمن يصرخ في البرية، والخوف هنا مبرر، وإلا فليجبني أحد علي سؤال مشروع يجب أن يلح علي ضمير كل عربي غيور علي أمننا القومي:
لماذا لم تظهر القوة العسكرية العربية المشتركة حتي اليوم؟
إن أي حديث عن توحيد الصف العربي لمواجهة التحديات، وصون المقدرات، ومحاربة التطرف والعنف والإرهاب يبقي غير ذي معني ما دام العرب لايملكون أدوات توحيد صفهم، والقوة التي تحمي الأرض والعرض والمستقبل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف