اشتعل عود الثقاب في الشرق الأوسط، والحربين العالميتين الأولي والثانية لم يكن هناك مخطط لهما مقدما ولم يوجد من هندس لهما، واشتعال عود الثقاب لهما مهما كانت المحاذير ومهما كانت الاحتياطات وتحديد الخطوات مسبقا ورغم إمكانية أي لاعب في الأحداث ان يشعل الثقاب إلا انه لا يوجد من يستطيع الإطفاء في الوقت الذي يمكن ان يختاره هو، وأكبر دليل علي ذلك تجارب الحربين العالميتين وكيف اشتعلتا فالبداية لم يكن لها علاقة تماما بالأحداث التي جاءت بعد ذلك.
لم يكن يستطيع أو يريد ان يضحي احد بـ 68 مليون إنسان ماتوا في الحرب أو يدعي احد انه كان يخطط لذلك، ومن هنا فانني انظر إلي الأحداث الجارية بنظرة ربما تكون سوداء، ولكنني أراها قريبة من الواقع، ولهذا علامات هذه العلامات تشير إلي ذلك، فمن في العالم كان يتوقع التدخل الروسي المباشر في سوريا حتي اعتي وأكبر وأضخم مراكز الدراسات والتحاليل السياسية لم توح لنا بذلك، وكل مراكز الأبحاث كانت تشير لقرب نهاية الحرب في سوريا.
واتخذت الولايات المتحدة الأمريكية قرارها الاحادي المفاجئ أيضا بإرسال قوات أمريكية دون الرجوع إلي القيادة السورية بهدف -كما تدعي- تمكين القوات المحلية والمعارضة السورية من هزيمة تنظيم داعش، مع تحذير أمريكا من دخول روسيا في الصراع السوري سيعود عليها بعواقب غير متوقعة تجرها إلي مستنقع الحرب!
هل تتمكن الـ17 دولة التي اجتمعت وستجتمع الجمعة القادم في جنيف لحل مشكلة سوريا وإطفاء نيران الحرب الأهلية التي أصبحت إقليمية ودولية. ام انها الحرب التي بدأت وأنه من الصعب كل الصعب هو انهاؤها!؟ وهل ينتصر الحل السياسي أم الحل العسكري؟