المساء
سمير عبد العظيم
قدم تلعب .. ويد تدافع عن الوطن
بكي الشعب المصري وكل أحباء أبناء وادي النيل في العالم عندما أعلن الخونة في بجاحة وخسة الإرهابين في ليلة 15 فبراير ذبح 21 مصريًا ذهبوا إلي ليبيا بحثًا عن الرزق والمشاركة في تعمير دولة شقيقة كما هو حال العمال المصريين في كل الدول العربية شرقًا وغربًا.
ولم تمض 24 ساعة من الإعلان الخسيس ومن مذبحة الجبناء حتي ظهرت يد مصر ونسورها من رجالها وجنودها البواسل أبناء القوات المسلحة لتدك حصون الإرهاب الأسود وتقتل منهم أضعاف وأضعافا ما فعلوه في أبنائنا ثأرا وأخذ "تار" أسرهم إلي أن وصل قتلاهم إلي 150 عميلا وجبانا لتؤكد مصر للعالم أن يدها مازالت هي الطولي وهي قادرة علي الوصول إلي معاقل القتلة في أي مكان داخل مصر أو خارجها وأن مكانتها بين الأشقاء والغرباء ستظل محفوظة إلي أبد الآبدين كدولة عظمي.
وأمام ذلك فإن الحياة داخل بلادنا لم تتوقف وكل سبل الحياة تسير وتتحدي كل الصعاب ولم يبت أي مصري جوعان أو عريات أو بلا مأوي.
الحياة تسير ولا تعطلها أعمال البلطجة والإرهاب حتي مع بعض حركات الصيع أولاد الشوارع الذين اشتراهم الإرهاب وأعوانه بالفتات ليعكر صفو الحياة في بلدنا بوضع عبوة ناسفة هنا أو فتيل بارود وأسمنت هناك.
أردت من كتابة هذه المقدمة والتي هي ضرورية لأوضح من خلالها أمرا مازال يقلق البعض ويجعلهم مترددين في اتخاذ قرار بيد مرتعشة رغم أنهم المسئولون الأول في اتخاذه ولا أحد غيرهم ألا وهو عودة استئناف مباريات الدوري لكرة القدم بدون جماهير وهو ما طالبت به كثيرا قبل موقعة الدفاع الجوي وكأنني كنت أعلم بما سيجري وهو ما يقلق البعض في اتحاد الكرة في اتخاذه بالعودة بدون جماهير.
ولا أعتقد أن أحدا من أصحاب القرار في الجبلاية لا يعلم أو يدرك ما يجري في أماكن أخري في بلاد بعض أشقائنا في الدول العربية لم يتأثروا بما يجري عندهم من حروب أشد وأعنف مما نراه في مصر.. ومع ذلك لم يوقف أحدا كرة القدم فالعراق وصلت للدور قبل النهائي لبطولة دولة آسيا وهي تدك أذناب داعش حتي فروا منها ومازالوا ونفس الحال في سوريا والأردن ولبنان وليبيا وقبلهم تونس التي أنهت كافة أنظمتها بعد انتخاب رئيس الجمهورية ولم توقف يوما الدوري العام وكذلك اليمن في ظل الحوثيين.
لم تحرم هذه الدول شعوبها متعتهم الأولي اللعبة الشعبية تحت شعار "قدم تلعب.. ويد تبني" وتحافظ علي البلد حاملة السلاح وتواجه به إرهابا أعنف مما يجري عندنا وهنا في مصر نظمنا معرض الكتاب الذي حضره أكثر من مليون مواطن عاشوا عشرة أيام وقضوا أسعد أيامهم برجالهم ونسائهم وأطفالهم وشيوخهم حتي بدت دورة هذا العام هي الأكثر مشاهدة ومشاركة من الدول الصديقة العربية والأجنبية.
لذا أقول لاتحاد الكرة ابدأ ولا تتردد في عودة الدوري والنشاط المحلي حيث أمامنا ارتباطات دولية افريقية في بطولات الأندية التي تشارك فيها أربع فرق.. ومنتخب يحاول تعويض ما فاته في الدورتين السابقتين فضلا عن تصفيات كأس العالم حيث ان كرة القدم هي المتعة الأولي لجماهير اللعبة الشعبية وعليكم إخراجهم من أجواء الحزن والقلق والأمراض النفسية كأمثالها من باقي المتع المسلسلات والأفلام وهربا من أحاديث التوك شو التي يصيبنا بعضها بالغثيان.
وليعلم اتحاد الكرة أنه صاحب القرار الأول في استئناف المباريات وما الداخلية إلا تنفيذ لرغبة الجماهير لأن مشاهدة المباريات ما هي إلا متعة بدون الجماهير بدلا من الشغب والتزاحم وقتل الأبرياء.



تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف