الوفد
سحر ضياء الدين
لماذا يتعالى المسئولون على المصريين؟
بعض المسئولين يتعالون على المصريين ويتعاملون معهم من أنفهم وكأنهم خلقوا من طبقة أخرى غير البشر. بينما أن الأمر على العكس تماما في الدول الأخرى، فالمسئول فى دول العالم المتقدمة يعمل ألف حساب فى تصرفاته وأقواله لمواطنيه ويقوم بواجباته على أكمل وجه حسب تعاقد غير مكتوب بينه وبين مواطنيه أن يرعى مصالحهم ويحل المشاكل التى تواجههم، فهو يعلم جيداً أن وجوده فى منصبه مرهون بقيامه بواجباته، فالمواطنون هم الذين يدفعون مرتبات المسئولين وإذا حدث أى تقصير من المسئول فإن أقل عقاب يعاقب به هو الإقالة وأحياناً المحاكمة ولا يوجد تمييز لأى مسئول.
أما فى مصر فبعض المسئولين يبحثون عن المزايا أولاً أو يختلقون لأنفسهم مزايا. أقول هذا الكلام بعدما تابعت مشهداً استفزنى فى منطقة على الكورنيش، حيث رجال مرور يلبسون ملابس أنيقة غير الملابس المعتادة لرجال المرور وعرفت السبب فقد أوقفوا السيارات كلها وازداد الزحام ولم أعرف السبب إلا بعد أن شاهدت موكباً مهيباً لمسئول وعشر سيارات حراسة تحيط به وعطلوا الإشارة حوالى ربع ساعة حتى يبتعد المسئول عن السيارات الواقفة وكأن المسئول يخاف منهم.
وبهذا المنطق فقد وضع المسئول حواجز بينه وبين مواطنيه فكيف سيعرف مشاكلهم وأوجاعهم، بينما سائقو السيارات الأخرى يكادون أن يصابوا بحالة من الجنون بسبب الاستفزاز والإحباط، فكل منهم يتعجل الطريق ليقوم بمصالحه، ومن المؤكد أن من بينهم المريض الذي يريد الذهاب لمستشفى أو من يتعجل للذهاب الى عمله. وكيف يقوم المواطنون بالوفاء بالتزاماتهم وأعمالهم إذا مر كل يوم بموكب لمسئول أو اثنين.
هذا المشهد جعلنى أشعر لأيام طويلة بالغيظ والإحباط وهو يتنافى مع أية آمال فى العدالة الاجتماعية وينسفها نسفاً. هل يتصور أحد انه بعد ثورتين قامتا للقضاء على الفساد وتعالي المسئولين على المصريين نتيجة الفساد الذين كانوا ينعمون ويتمرغون فيه، يمكن أن يستمر هذا الوضع الذي كان قائماً قبل الثورة؟
فقد كان المسئول بمجرد وصوله لموقعه يسعى للحصول على كافة المغانم متجاوزاً كافة حقوق المواطنين ليس عن قصد، فهو لم يكن يراهم أصلاً ولم يكن يرى سوى مصالحه فقط. وبالطبع يمكن التأكيد على أنه لم يقع فاسد قبل الثورتين في أيدي العدالة لأن معظم دوائر المسئولين فوقهم والتى من المفترض أن تراقبهم كانت هي ذاتها مشغولة بالاستفادة واستثمار مواقعها.
الرئيس «السيسى» يناشد الناس أن يعملوا ويجيدوا أعمالهم.. كيف يتسنى ذلك مع مواكب المسئولين التى تعطل مسيرة العمل الجاد فهم يخالفون تعليمات الرئيس وتعليمات مسئولى الدولة.. فهذا المسئول أعتقد أنه لا مكان له بيننا الآن. بالمناسبة وقت حدوث هذا المشهد الاستفزازى كان الرئيس «السيسى» الذى يؤمن بضرورة رفع المعاناة عن المواطنين فى جولة خارج البلاد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف