الوفد
سناء السعيد
روشتة إسقاط الدولة..؟
مازالت أمريكا حريصة على تصعيد المواقف ضد سوريا وآخر جرائمها نشر قوات خاصة أمريكية شمال سوريا بدعوى التنسيق مع جماعات المعارضة المسلحة. والنية المبيتة إسقاط النظام. ما يحدث فى سوريا اليوم يعدّ امتدادا لما حدث فى العراق إثر غزوه. السيناريو واحد فى مرحلة تقودها أمريكا لتقسيم دول المنطقة وتفتيتها، فأمريكا هى الكيان الذى قام على إبادة الآخر. كيان بلا تراث وبلا قيم وبلا أخلاق. إنها النبت الشيطانى المسكون بالمراوغة والخداع ولهذا ظفرت بكراهية شعوب المنطقة.
لقد نفذت أمريكا مخطط إسقاط الدولة بحرفية الواثق الممسك بكل خيوط اللعبة عندما اختمرت الفكرة فى ذهن ساستها وشرعت فى تنفيذها بغزو العراق فى مارس 2003. ويومها خرج «كولن باول» وزير خارجيتها ليعلن جهرا مخطط أمريكا فى المنطقة قائلا: (دخلنا العراق كى تكون منطلقا لنا نحو دول المنطقة لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بما يعزز مصالح أمريكا وحلفائها).
كانت سوريا هى المحطة التالية لتنفيذ الأجندة، ومن ثم توجه «باول» اليها فى شهر مايو 2003 أى بعد أقل من شهرين على غزو العراق. وهناك طرح على مسئوليها شروط الإذعان الأمريكية وفى صدارتها فصم العلاقات مع ايران وحزب الله. وعندما لم تذعن سوريا للشروط تم استهدافها. راهنت أمريكا على ترسيخ الطائفية ونسفت بذلك الواقعية السياسية البعيدة عن منطق الأيديولوجيات. وبهذا ظهرت أمريكا بوصفها المدمر للدول العربية عبر بوابة تسليط الارهاب عليها. ومن ثم تنتفى صحة ما تدعيه أمريكا من أنها تحارب الارهاب. لأنها اذا أرادت محاربته لكان عليها وقف دعمه تسليحا وتمويلا وتدريبا. ولهذا رأيناها تعمد إلى التشويش على ما تقوم به روسيا فى سوريا وساندها فى ذلك التضليل الغربى وإعلامه والإعلام العربى الحليف لها الذى روج بأن روسيا تضرب المدنيين وتقصف المعارضة المعتدلة.
ظهرت أمريكا على حقيقتها، فهى أبعد ما تكون عن الإقرار بالأمر الواقع والتعاون مع روسيا وإبداء المرونة من أجل التوصل إلى حل للأزمة السورية والذى كان يتعين أن تكون بدايته القضاء على الإرهاب. ولكن هذا لا يستقيم مع أمريكا وهى الراعية له، حيث إنه هو الأداة التى تسخرها لنيل مبتغاها الراهن فى اسقاط الدولة السورية. ولهذا فإن كل الدلائل تكاد تجزم بعدم جدية أمريكا فى محاربة داعش ولا أدل على ذلك من أنها تهربت من التنسيق العسكرى والمعلوماتى مع روسيا ضد الارهاب. بل إنها حجبت الكثير من المعلومات عن روسيا فى هذا السبيل. وبلغت بها الوقاحة إلى الحد الذى بررت فيه رفضها لتزويد روسيا بما تملكه من معلومات حول الإرهابيين بدعوى عدم موافقتها على الأهداف التى تسعى روسيا إلى تحقيقها فى سوريا. حيث إن روسيا أرادت انقاذ الدولة السورية من براثن الارهاب الذى تديره أمريكا وتوجهه لإسقاط الدولة. ولهذا لم يكن غريبا أن رأينا «أوباما» وقد فقد عقله يعيد الحديث عن «بشار» بقوله (إن الاستراتيجية الروسية لن تنجز شيئا، وأن النصر على داعش لا يمكن تحقيقه طالما بقى بشار فى منصبه). فعين أوباما على إسقاط الدولة وفق الروشتة التى يتبعها والتى تقول: (إسقاط الدولة لن يتحقق إلا إذا أسقط النظام)....
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف