حميدة عبد المنعم
هل هناك عزوف علي العملية الانتخابية؟
أعتقد انه ليس هناك عزوف بالمعني الحرفي وانما هناك ضعف ويرجع ذلك لعدة اسباب أولها لم يقدم كثير من المرشحين شيء مقنع حو المستقبل ومطالب الناس لم تتغير عبر التاريخ من رخاء وأمن وحرية ولكن الوسائل للوصول لهذا تغيرت بتغير الأزمنة. ومصالح الناس كثرت لدرجة انها اصبحت متعارضة. وعدد الاحزاب كثر بشكل غير عادي لدرجة انه اصبح لدينا 124 حزبا لا يستطيع الفرد سرد اسماء عشر احزاب والديمقراطية لا تقاس بعدد الاحزاب وإنما بفاعلية تلك الاحزاب علي ارض الواقع. وغياب الرؤية بالنسبة للمرشح ماذا يريد الناخب في الوقت الحالي. بالاضافة إلي أزمة الصمت السياسي فالسياسيين يفعلون ما يحلو لهم والمواطن ينظر اليهم مترقبا. وحيرة الشعب في اختيار مستقبله. وشيء مهم وهو من قاموا بالثورة لم يستطيعوا تقديم نظام بديل عما كان موجود. وتأخر وجود قوة سياسية جديدة علي الساحة واعتقد ان فقد الرؤية لملامح المستقبل عند المرشحين ادي إلي بعد الناس عنهم. وأيضا عدم معرفة النائب بهم معرفة حقيقية لان ليس الكل يملك ادوات التكنولوجيا لمجتمع يعاني من الأمية الابجدية بنسبة 48%!! واهم من كل ما تقدم هو انهاك الناس علي مدار اربع سنوات وغياب الرؤية الحقيقية. ولا يمكننا ان ننسي ان العصبية والعائلات في القري والمحافظات فقدت السيطرة علي الموقف واصبح بعض العائلات ينزل منها مرشحين امام بعضهم البعض!! هذا بالنسبة للوضع بشكل عام أما سبب الغياب الملاحظ للشباب فاعتقد أن له اسباب أخري تزيد علي ما سبق وهو عدم وجود تخاطب معهم فكيف لا يخاطب شباب في دولة فتية عدد شبابها 60% من تعداد السكان من الجنسين هذا الغياب ادي إلي عدم الثقة من الشباب تجاه الآخرين. ولا اكون مجحفة إذا قلت أن عدم وجود فرصة للشباب للمشاركة في العمل العام وحجبهم بشكل دائم عن القرار والمشاركة وبناء الوطن حتي لو كان منهم من يخطئ هذه كلها اشكاليات يجب ان نضعها نصب اعيننا في العملية الانتخابية ونتائجها. بالاضافة إلي المال السياسي حقيقية هو ليس ممنهج مثل عهد الإخوان ولكنه موجود.. هذا بالنسبة للناخبين والمرشحين اما الحكومة فقد قدمت الدعم اللوجستي بتأمين العملية الانتخابية وزيادة عدد الدوائر أدي إلي عدم التكدس.. ولكن علينا ان ندرس أن كبار السن والنساء رقم لا يمكن تجاوزه في العملية الانتخابية وهن من خرجن رغم كل الظروف والتحديات وتكون النتيجة ان الفائز في تلك العملية هو المواطن الذي خرج لاختيار نائبه الذي يعبر عنه. والخاسر هو المواطن الذي حجب نفسه عن المشاركة ولو بالاختيار.. سلمت يا مصر بشعبك.