زمان كان هناك مونولوج شهير مطلعه "فيه ناس بتكسب ولا تتعبش وناس بتتعب ولا تكسبش".
المونولوج لسان حال الناس.. يعبر عن مشاكلهم بكلمات بسيطة والكسب هنا لا نعني به المكسب المالي فقط ولكن المكسب من كل الوجوه. نعم نحن نجد فريقاً من أصحاب الحظوة أصدقاء أو محاسيب للمسئول وبطانته نجدهم يحصدون كل شيء من مرتبات عالية بلا عمل حقيقي ملموس علي أرض الواقع. أمامهم السكرتارية التي تحول دون رؤيتهم ولا احساس لديهم بمشاكل المواطن ولا تواصل أو نزول للأرض فهم في السماء السابعة. أبراج عاجية لا يتكلمون إلا مع أنفسهم ومع بعضهم البعض في اجتماعات ولجان بالمئات من الجنيهات لكن دون فاعلية وليحترق الناس كل واحد يحصل علي حماية مسئوله مقبول منهم الخطأ والتجاوز والتعالي والتكبر وكل شيء طالما هو من الباب العالي.
أما غيرهم ومن يعمل ويتعب ويعيش مشاكل الناس وآلامهم وليسوا من أصحاب الحظوة ولأنهم لا يهتفون ويطبلون اذن هم الصف الثاني بغض النظر عن كفاءات عالية جداً تزيد علي كفاءات أصحاب الياقات البيضاء لكنه للقدر اختيارات ومسلسل الاختيار دون انجاز حقيقي أو فكر إنما حداقة وعلاقة خاصة فيأتي السلم بذات الفكر والتوجه فنصل إلي ما نحن عليه لا فكر ولا تاريخ ولا انجاز إنما علاقات خاصة فقط ويسمح لأصحاب الياقات البيضاء بالخطأ وعقل ما يريدون ولهم السلطات الكاملة للتصرف بغض النظر عن الرؤية الصحيحة والسليمة. ان أصحاب الياقات البيضاء زادوا في المجتمع في كل مواقعه يفعلون ما يشاءون ويستفيدون ويحصلون علي الكثير والكثير ولا يكلمهم أحد رغم مخالفتهم الصارخة وأخطائهم الفادحة لكن عليهم حماية مديرهم والمسئول عنهم في الموقع فهو الذي أتي بهم كمهارات وأصدقاء.
عزيزي القاريء تريد أن تكون من أصحاب الياقات البيضاء؟ حسب اجابتك ادفع الفاتورة وهي لو تعلم ثمنها باهظ للغاية حتي تكون من أصحاب الياقات البيضاء. إني لست حاقداً أو كارهاً لكن أحس بمرارة من هذا الواقع المؤلم!!