مرسى عطا الله
المخابرات الحربية أنقذت الحرب!
29 - أكتب لسيادتكم بمناسبة روائع ما ينشر عن القوات المسلحة والمخابرات الحربية خلال حرب أكتوبر 1973 بمعرفة سيادتكم فقد نشر فى أهرام يوم 4 أكتوبر الجارى خبرا عن تدارك خطأ فادح صدر من المسئول الأول للطيران المدنى يوم 4 أكتوبر 1973 بإصداره أوامر بمبيت الطائرات المصرية بالدول التى وصلت إليها وعدم العودة للقاهرة خوفا عليها من التدمير.. ولما كنت أشغل خلال حرب أكتوبر 1973 وما قبلها وما بعدها قيادة مكتب المخابرات الحربية بمطار القاهرة لهذا وجدت من المناسب أن أذكر الآتى خلاف ما سبق حيث استلمت التعليمات أيضا بتجهيز الطائرات المصرية الموجودة بمطار القاهرة إلى خارج البلاد وأيضا إخلاء المعدات الأرضية من مطار القاهرة إلى المدرسة الإنجليزية بمصر الجديدة، ولقد علمت بإصدار سيادته هذه التعليمات من مصدر موثوق به تماما وفور صدورها، وعليه فقد أسرعت لمقابلة سيادته إلا أنه كان قد غادر المطار وفشلت أيضا الاتصالات به وعليه فقد قمت بسحب القرارات من السكرتارية الخاصة بسيادته والتحفظ على الأوراق واستجابت السكرتارية لما أقوم به وهنا اتصلت بالسيد اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية حيث أخطرته بالقرارات وما قمت به من عمل فانفعل بشدة آمرا بإلغاء هذه التعليمات فورا.. وما هى إلا لحظات واستقبلت مكالمة من المشير أحمد إسماعيل القائد العام مشددا على إبقاء الوضع طبقا للأحوال العادية مشددا على السيطرة التامة على كل الأمور مصدقا على تعليمات مدير المخابرات مشيدا بتصرفى.. وبعد فترة أخرى حضر المسئول إلى مكتبى فى حالة ارتباك شديد معاتبا عدم إخطاره معلنا إلغاء كل التعليمات قائلا إن الرئيس السادات اتصل به ثائرا غاضبا مهددا وأنه من الآن على عاتقى تصريف الأمور، وتكررت الاتصالات التليفونية من مدير المخابرات الحربية وأيضا وزير الحربية طيلة الليلة للاطمئنان على إدارة الحركة طبقا لما هو مخطط دون تعديل أو تغيير وقطعا يتذكر هذه الوقائع وهذه الليلة العصيبة السيد اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية فى ذلك الوقت وأيضا اللواء دكتور محسن عشماوى مدير مكتب مدير المخابرات الحربية وأيضا المقدم حمدى الجندى مدير مكتب الوزير.
بقى سؤال ماذا كان سيحدث لو لم ننجح فى تدارك الأمر؟
عميد متقاعد/ حامد شكرى إبراهيم