مرسى عطا الله
قائد الإمداد فى أكتوبر: إدارة الدولة وإدارة الحرب !
30 - تحية طيبة واحتراما... وبعد تابعت بشغف عمود سيادتكم بجريدة الأهرام عن حرب أكتوبر.. وشدنى ما ذكرته عن روح أكتوبر..
وبصفتى ابنا من أبناء القوات المسلحة وأمضيت أربعين عاما فى خدمتها واشتركت فى كل الحروب منذ عام 1938 حتى عام 1979.. ولوجودى فى قلب الأحداث خاصة فى الفترة من نكسة 1967 إلى انتصار أكتوبر.. لى وجهة نظر مختلفة.. فالجميع ينظر لروح حرب أكتوبر التى بدأت فى هذا التاريخ.. ولكن أنا أنظر لروح معركة أكتوبر التى ولدت بعد النكسة بأيام قليلة.. وتحديدا عندما قال الرئيس عبدالناصر «إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة».. فمنذ هذه اللحظة كانت هذه استراتيجية القوات المسلحة.. ومنذ هذه اللحظة ولدت روح معركة أكتوبر.
«سيدى الفاضل.. نتيجة لتقدمى فى السن.. لم أعد أستطيع أن أستفيض فى السرد.. لذلك أرسل لسيادتكم كتابين لعلهم يكونان عونا لكم وللأجيال القادمة.. أولهما «دراسة فى علم الشئون الإدارية» وأرجو أن تقرأ أول صفحة (إيضاح).. وصفحة 78 (نظرة مستقبلية).. وثانيهما.. سيرة ذاتية أصدرتها إدارة النقل تكريما لى بعد 35 عاما من انتهاء خدمتى بالقوات المسلحة مساعدا لوزير الدفاع.. سيدي.. أرجو فى حالة وجود أى تساؤلات من سيادتكم الاتصال بى مباشرة.. أو تكليف من ينوب عنكم فى التواصل معى .. والله ولى التوفيق».
لواء أ.ح. محمد عادل أحمد على
رئيس أركان هيئة الإمداد
والتموين أثناء حرب أكتوبر
بداية أتوجه بالشكر الجزيل لهذا القائد العظيم وأعده بقراءة الكتابين بعناية ولكننى أشير فى عجالة إلى عبارة قصيرة وردت فى كتاب السيرة الذاتية أظن أننا بحاجة إلى استيعاب معناها لكى نقتدى بها فى بناء مصر الجديدة: «إن المعيار الحقيقى لنجاح أى خطة إدارية هو وصول كافة الاحتياجات المختلفة فى المكان المطلوب وفى الوقت المحدد مع استمرار تدفقها خلف قواتها باعتبارها إحدى الوسائل لتحقيق استمرار القوة الدافعة».. هذا ما تحقق فى حرب أكتوبر وما شهد به المشير أحمد إسماعيل بعد الحرب مشيدا بالنجاح الذى حققته هيئة الإمداد والتموين.. وفى اعتقادى أن هذه العبارة الموجزة روشتة مضمونة النجاح فى مواجهة أمراض الترهل الإدارى التى تعانى منها مصر.. وإدارة الدولة ليست أصعب من إدارة الحرب!
.. وغدا تعليق جديد وأخير