بسيونى الحلوانى
التليفزيون المصري والناكرون للجميل
معظم الاعلاميين الذين يتطاولون علي التليفزيون المصري ويسخرون منه الآن تربوا في دهاليزه وتعلموا أصول مهنة الاعلام بداخله ونالوا شهرتهم من خلال شاشاته وفتحت لهم أبواب الرزق علي مصراعيها بسببه.
سخرية قناة mbc من التليفزيون المصري عن طريق الممثل الباهت "أبو حفيظة" سخيفة وغير مقبولة علي الاطلاق وسقطة كبيرة لمدير المحطة محمد عبد المتعال الذي تربي وتعلم أصول الادارة الاعلامية داخل تليفزيون مصر ولا يزال موظفا به ويحصل علي إجازة سنوية بدون راتب حتي الآن.
يعلم الجميع أن تليفزيون مصر الرسمي يعاني من مشكلات مادية ضخمة وهذه المشكلات تعوقه عن التطوير وملاحقة قنوات رجال الاعمال الذين يضخون فيها الملايين سنويا وربما يغسلون من خلالها أموالاً.. لكن مع قصور الامكانات المادية لا يزال التليفزيون صامدا يؤدي رسالته الاعلامية بتوازن وموضوعية تغيب كثيرا عن القنوات التجارية.
بدون مجاملة.. استطاع التليفزيون المصري أن ينافس بقوة ويتفوق في الاحداث الكبري التي تعرض لها هذا الوطن واستطاع بأدواته المتاحة أن يتفوق علي محطات تمتلك إمكانات ضخمة.
يستحق العاملون في التليفزيون المصري التحية لأنهم يتقاضون "ملاليم" كل شهر ومع ذلك صابرون يجتهدون في أداء واجبهم الاعلامي يوميا دون ملل. ولا ينظرون إلي ما يتقاضاه زملاؤهم في المحطات الخاصة مع أن بعضهم أقل كفاءة منهم.. وكلنا أمل أن تتدخل الدولة وتتخذ الخطوات الضرورية لتطوير وتحديث معدات وأجهزة البث واستديوهات ماسبيرو. وتحسين أجور العاملين به.. مع عمل الصيانة والتطوير اللازم للمبني التاريخي.
ليس ذنب المجتهدين من الاعلاميين والمعدين وغيرهم أن مبني ماسبيرو يكتظ بالموظفين الذين يتقاضون الملايين كل شهر فقد تحمل التليفزيون خلال نصف قرن فساد قيادات كانت تراه عزبة خاصة يجاملون بها أصدقاءهم وأقاربهم.
تحية لكل العاملين في تليفزيون مصر.. ولعنة الله علي الناكرين للجميل الذي يجدون متعة في السخرية من البيت الذي تربوا فيه.