كرة القدم تلعب دور كبير في الوضع المستقر في اغلب بلاد العالم. وهناك اكثر من دولة قاطعت دولة أخري بعد مباراة في كرة القدم خسر فيها المنتخب او تعرض لهزيمة. و من هذه الأمثلة المنافسة مباراة بين منتخبي الأرجنتين والبرازيل لكرة القدم قد بدأت قبل أن تصبح لهذه الرياضة شعبية جارفة في هذه الدول وكانت البدايات خلال فترة الاستعمار الأوروبي في أمريكا الجنوبية بشكل أساسي حيث كانت كل من أسبانيا والبرتغال تتحارب مع بعضها لبسط أكبر سيطرة ممكنة علي الأراضي الأمريكية. وكانت هناك تشاحنات تنافسية بين الدولتين ولم يلعب الفريقان في مواجهة بعضهما البعض لمدة عشرات السنين. أما اكثر التشاحنات دموية فكانت الحرب التي وقعت بين دولتي السلفادور وهندوراس والتي سميت "حرب كرة القدم" حيث عانت العلاقات بين الدولتين توترًا واضطرابات كبيرة قبل مباراة في تصفيات بطولة كأس العالم بكرة القدم لعام 1970 حيث دخلت هندوراس والسلفادور في مواجهة حاسمة وفازت السلفادور 3/2 في الوقت الإضافي فصعدت الي الدور النهائي للتصفيات. نزل الآلاف من أهالي هندوراس الي الشارع غاضبين وراحوا يعتدون علي الفقراء السلفادوريين المقيمين عندهم وتطورت الأمور الي مهاجمة أحياء يقيم فيها السلفادوريون ممن اضطر معظمهم للفرار إلي بلادهم تاركين ممتلكاتهم وبيوتهم واندلعت الحرب. وبدأ القتال فجأة برا وجوا في 14 يوليو 1969 وانتشرت القوات البرية للجيشين علي طول الحدود وبدأ القصف المدفعي عشوائيا من الطرفين علي القري والبلدات في البلدين استمرت الحرب 100 ساعة وانتهت بقتل أكثر من 4000 إنسان معظمهم مدنيون ومعهم 10 آلاف مشوه و120 ألف مشرد ودمار مئات البيوت والمنشآت. وعرفت هذه الحرب العجيبة باسم ( حرب الكرة ). ولا ننسي مباراة مصر والجزائر في تصفيات كاس العالم عندما حدث احتقان ومقاطعة بين الدولتين بسبب مباراة تبادلت فيها وسائل الإعلام والميديا السباب والشتائم لفترة طويلة. هذه الخلافات السياسية بين الدول بسبب كرة القدم استمرت فترات طويلة وما زالت تلقي بظلالها علي بعض الدول في مختلف أنحاء العالم.
- ما زلت أتابع الكرة السودانية بشكل مستمر وحريص علي إبداء الرأي والمشورة للاندية والمنتخبات المختلفة بحكم أنني سوداني حيث اني مازلت احتفظ بجنسيتي ومن موقعي كمدير فني في الاتحاد الافريقي. الكرة السودانية تمر بازمتان هذه الأيام الأولي الخروج المهين من تصفيات بطولة افريقيا للاعبين المحليين حيث خسرت من أوغندا بنتيجة 2 صفر في المباريتين. والثانية أزمة انسحاب نادي الهلال وناديين آخرين متضامنين معه من الدوري السوداني. هذا الانسحاب كان بسبب قرار لجنة الاستئناف التي اعادت مباراة بين المريخ وامل عطبرة لاشراكه لاعب مقيد خطا في المباراة الأولي. وقد كسب المريخ الشكوي وضاعت بالتالي علي الأمل نتيجة الفوز الذي حققه بهدفي لاعبه الغاني كريم رزاق وذلك بالدور الثاني من الموسم قبل نحو قرابة الثلاثة اشهر. ويشوب المباراة نوع من التوتر بعد ما رفض الأمل خوض مباراته بملعب المريخ الاسبوع الماضي رفضا لقرار لجنة الإستئناف بإعادتها مطالبا بنقاطها ولم يذهب للملعب واعتبر المريخ فائزا بها. وفي المباراة الثانية بمدينة أم درمان والتي يتوقع أن يتخلف منها الهلال بسبب قراره المسبق في الإنسحاب من الدوري الممتاز وهو متصدر للدوري العام. وفي حال فوز المريخ وأنسحاب الهلال من مباراته أمام مريخ الفاشر فإن أزمة الكرة السودانية سوف تتعقد كثيرا لأن كل فريق سيتمسك بقراره وقد يؤدي هذا الموقف من انسحاب الهلال الي إلغاء الدوري وتراجع كرة القدم السودانية الي الوراء. اتحاد كرة القدم السوداني يعاني كثيرا من التهجم عليه من جماهير الهلال والإعلام ألمتضامن معه ومن مجلس ادارة النادي ورئيسه الكاردينال الذي هاجم اتحاد كرة القدم بشراسة مما اعتبره الاتحاد تطاول وسباب واتهامات سوف يتخذ القرارات المناسبة حيالها. هذا عرض مبسط علي أزمات الكرة السودانية ومشاكلها المتوارثة من تعصب أعمي وأعلام منقسم بين الهلال والمريخ أضر كثيرا بالكرة السودانية خصوصا أثناء مشاركة الناديين في دوري أبطال افريقيا والخروج المخزي للناديين من الدور قبل النهائي مؤخراً.