الكورة والملاعب
سمير الجمل
افرحي ياعروسة أنا العريس!
لا أطيق ربطة الكرافتة حول الرقبة.. ولا أميل إلي ارتداء البدلة إلا فيما ندر والجأ إلي ذلك مضطرا ولكن بدون كرافتة.. اشعر بأني كائن مرسوم محبوس داخل هذا القفص.. وبالتالي لا أحب الرسميات ولا الحفلات وعموما اهرب من كل موقع مزدحم.. ولا اخفي عليكم انني ذهبت إلي حفل زفافي مجبرًا لا اتصور أنا امضي وعروسي في يدي امام المعازيم يتأملون سحنتي.. وطولي وعرضي.. ومع ذلك كنت أمشي ملكا.. وانقذني دكتور صديق كان استاذا بكلية الخدمة الاجتماعية.. وهربت مع عروسي من الفرح المعتاد.. إلي فرح من نوع آخر كلهم شباب وشابات من زملاء جامعة حلوان.. كانوا يعسكرون في كلية الاقتصاد المنزلي وكان مقرها بولاق أبوالعلا بمنطقة وكالة البلح قبل ان ننتقل إلي حلوان.. كنت عضوا باللجنة الثقافية وكان يرأسها زميلي الصحفي محمد علي كامل وتضم الرسام سعد الدين شحاتة ونقيب الصحفيين حاليا يحيي قلاش وفتحي محمود الصحفي بالاهرام ومدير مكتبه في بيروت وغيرهم.
كان الدكتور رأفت يمتلك سيارة بيجو.. ونجحنا في اقناع أهلنا بضرورة حضور حفل الزملاء.. ونجحنا لكن السيارة عصلجت ونزلنا ندفع من الخلف وساهمت عروستنا بالطبع لأن المرأة نصف المجتمع.. وفي حديقة الكلية كان الزملاء قد أعدوا من اشعاري الأغاني والاسكتشات وقام بعضهم بتقليدي واشادوا بالعروسة علي حسابي طبعا وكانت مفاجأة بديعة بعيدا عن الفرح التقليدي وليلة من الصعب ان ننساها إلي الآن ونحكي عنها لاولادنا وإذا طال العمر وكبر الاحفاد سوف نحكيها حيث لم تكن التكنولوجيا متوفرة مثلما هو الآن من حيث تصوير الفيديو والتليفونات وغيرها ولا يأخذك عقلك لتقول انني تزوجت ايام تحتمس الأول وان فرحنا كان في معبد الكرنك فقد جري زفافنا في عام 1983 مش اكتر..
وبمناسبة الكرافتة كنا في المغرب نشارك في مهرجان مراكش السينمائي.. ومن تقاليده حفل عشاء في قصر الملك محمد السادس بصفته راعي المهرجان.. وكان الدخول يتم بالملابس الرسمية.. وقلت لهم ان كان علي البدلة موجودة والقميص أيضا.. لكن الكرافتة حد الله بيني وبينها.. واقترح الناقد الكبير كمال رمزي ان اربطها فقط عند الدخول ثم افكها بعد ذلك.. وتطوع باعطائي واحدة من عنده ولأن المرحوم الناقد الكبير أحمد صالح متعود علي المهرجانات وفضل الببيون والاسموكن أي ما هو ابعد من البدلة والكرافتة.. وبعد الزواج تغيرت اشياء كثيرة يكفي ان أصحو مبكرا يوم العيد لزوم الذهاب إلي الملاهي لدواعي المراجيح والزحاليق.. وفرضت الاسرة نفسها لكن بدون كرافتة حتي في افراح اولادي ومواعيدي الرسمية وكلما نظرت إلي صورتي الرسمية بالكرافتة أقول لزوجتي هل هذا هو أنا؟ ثم بعد عشرة العمر والاولاد والاحفاد بفضل الله اجد نفسي أغني: افرحي ياعروسة أنا العريس.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف