الأخبار
عاطف زيدان
تفـــاءلوا
لست مع الرأي السوداوي القائل بأن المرحلة الأولي لانتخابات مجلس النواب بلا إيجابيات. ألا يعد إجراء الانتخابات في جو مؤمن حر بلا تزوير إيجابية كبيرة ؟ ألا يعد فوز المرأة بـ 32 مقعدا من بينهن 5 فائزات علي المقاعد الفردية أمرا طيبا ؟ ألا يعتبر نجاح 12 شابا أقل من 35 عاما تحولا مبشرا ؟ هناك سلبيات بلا شك لعل أبرزها نسبة التصويت المتواضعة رغم تجاوزها 26 % أي أكثر من ضعف مثيلتها في آخر انتخابات لمجلس الشوري. وهناك أيضا الارتفاع في نسبة الأصوات الباطلة حيث تجاوزت 9% وأظن أن هذا الأمر طبيعي في ظل جهل نسبة من الناخبين بنظام الانتخابات الذي يضم مرشحين علي المقاعد الفردية يختلف عدد المطلوب اختيارهم منهم من دائرة إلي أخري، وآخرين علي القوائم يتم اختيار قائمة واحدة فقط. لقد أفرزت المرحلة الأولي تغيرا في مزاج الناخب المصري، حيث حصلت الأحزاب علي أكثر من نصف المقاعد المخصصة للنظام الفردي، وهذا أمر إيجابي يشجع الأحزاب القديمة والجديدة علي مضاعفة الجهود للوصول إلي الناخبين وكسب تأييدهم.
إنني علي يقين أن سلبيات المرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية سوف تختفي في المرحلة الثانية. فالناخب في دوائر هذه المرحلة أكثر وعيا بحكم وجوده في مدن كبري مثل القاهرة. كما أتوقع تكثيفا في الدعاية الانتخابية لتلافي شكوي الناخبين في المرحلة الأولي فيما يخص جهلهم بالمرشحين. وأتوقع أيضا ارتفاعا كبيرا في نسبة التصويت بالمرحلة الثانية وتنافسا أكثر حدة سواء علي المقاعد الفردية أو القوائم.. المهم أن تتعلم الأحزاب والمرشحون من دروس وعبر المرحلة الأولي، حتي تعظم من نتائجها في مرحلة الحسم لتكتمل بعدها صورة الخريطة السياسية في مصر، وتتسع مساحة الأمل والتفاؤل بديمقراطية ما بعد الثورتين، من خلال برلمان خال من « المصفقين والمطبلاتية».
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف