عندما يغيب العقل والمنطق فتوقع كل شيء سيء.
لم نكن واقعيين في هجومنا علي اختيار المسيري محافظا للأسكندرية، وسعينا للنيل من الرجل بدون أسباب حتي قبل أن يذهب إلي مكتبه، مرة لأنه حليوه وكأن الحلاوة جريمة، ولازم المسئول يكون شعره أبيض ومتجهم، ومرة لأنه بيلعب رياضة، ومن غير كرش، ومرة لأنه عامل تاتو، قبل أن يكون وزيرا، وهاجمناه مرات وقطعناه تقطيعا لأن زوجته ظهرت بجواره، ولأنها أرادت أن تكون زوجة متحضرة وتساعد في العمل العام وفي ترؤس أنشطة جمعيات أهلية.
وجاءت الطامة الكبري عندما حملنا الرجل أخطاء سنين متراكمة من الفوضي والتسيب قضت علي عروس البحر الأبيض المتوسط، لتغرق في أمطار زادت عن الحد المعتاد.
الآن ذهب المسيري إلي حال سبيله، فهل ستصمد الإسكندرية أمام أمطار الشتاء، وهل سنجد للمياه مسارات آمنة في شرايين المرافق التي تيبست وترهلت، وأصابها العطب من تجاهل سنين طويلة؟.. هل ستشرق شمس الثغر من جديد، وسوف تختفي النوات ؟
هل يمكن لأي وزير أيا كان أن يقدم جديدا في قطاعه من غير رؤية، ومن غير أدوات تعينه علي التنفيذ والأهم ميزانية لتنفيذ ذلك ؟
لا أكتب دفاعا عن المسيري الذي لا أعرفه، بل لعلي أعيب علي أسلوب اختياره من الأساس، ولكن أدافع عن المبدأ، حيث إننا كمجتمع أصبحنا بلا مبدأ، نثور أحيانا حيث لا يجب، ونهدأ أحيانا، حيث يجب أن نغضب ونثور.