عماد عبد الراضى
عاقبوا أنفسكم.. ثم عاقبوا ريهام سعيد
قد لا يصدقنى أحدٌ لو قلت إنى لم أشاهد أبداً أى حلقة من حلقات برامج ريهام سعيد، لكن هذه هى الحقيقة، فأنا حرصت منذ أن سمعت عنها -قبل سنوات- ألا أشاهد ما تقدمه، وذلك لأسباب كثيرة من بينها أنى أرفض أن أبيع عقلى لأحد، خاصة لو كان هذا "الأحد" يخدعنى ويتلاعب بى.
ولا أنكر أنى رغم ذلك أتابع –عبر المواقع الإلكترونية وأيضا عن طريق مشاهديها- كل ما تقدمه للناس، ففى بداية ظهورها ذاع صيتها بسرعة على اعتبار أنها تستهدف من برامجها مساعدة الفقراء، لكن رأيى –عندما سمعت بما تفعل- كان أنه لا يمكن أن تكون هذه الشخصية بنفس الصفات الملائكية التى يصفونها بها، فأنا لا أتقبل فكرة أن يقوم أحد "بفضح" من يساعدهم هكذا على الملأ، وأن يكشف أسرارهم ويصر على أن يتلقى عبارات المدح والإشادة ويذيعها على الملايين، فى حين أننا تعلمنا من هدى نبينا -صلى الله عليه وسلم- أن من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله "رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه"، أما من يملأ الدنيا صراخاً وعويلاً ليُعْلِم الناس أنه يعطى صدقة، فهذا شخص لا يريد إلا الشهرة والسُمعة.
ثم تطور الأمر وبدأت المذيعة المذكورة فى فتح أبواب أخرى للشهرة، ووجدت فى أمر "الجن والعفاريت" طريقاً سهلاً للوصول إلى ما تريد، ولم أقتنع أبداً بما يحكيه مشاهدوها عما تقدمه، بل كان خداعُها لمشاهديها واضحاً لا تخطئه عين أى عاقل، وعندما كنت أواجه المفتونين بها بسؤال عن إيمانهم بصدق ما تقدمه لهم، كانوا يؤكدون أنهم يعلمون أنها حلقات "مفبركة"، فأسألهم: لماذا تصرون على مشاهدتها على الرغم من ذلك؟، ولم أخرج منهم أبداً بإجابة مقنعة.
وهكذا، فقد صنعنا الكارثة بأيدينا، وساعدنا من يخدعوننا بأن روَّجنا لهم سلعتهم البائرة، وجعلنا لهم شهرة لا يستحقونها، وكان طبيعياً أن تكون النتيجة كارثية، فتتحدث المذيعة فى الأعراض وتهتك الحرمات وتفضح من سترهنَّ الله، وهى فى ذلك على يقين بأن سلعتها ستجد رواجاً بين من باعوا لها عقولهم، وسلَّموا لها ألبابهم، فهى تعلم أن كل ما ستلقيه عليهم من نفايات سيجد سوقاً جاهزة يروج فيها.
والحقيقة، أنه لو كان من شجَّعوا ريهام سعيد وأمثالَها من مقدمى برامج "التوك شو" الكارثية الذين يعملون على إشعال الفتن فى البلاد بدعوى الحرية الكاذبة، لو كانوا قد قاطعوا هذه البرامج منذ البداية ونبذوها بما فيها من خداع، فمن المؤكد أننا كنا سنضع حداً لما يمر به مجتمعُنا الآن من فِتن بسبب هذه البرامج، ولو كان هؤلاء قد وجدوا برامجهم منبوذة لا يشاهدُها أحد لما جرأوا على التمادى فى مثل هذه الأفعال.
أما الآن، فإن المجتمع المصرى يعيش فى فتنة بسبب إقدام هذه المذيعة على فضح من سترهنَّ الله، ولا أنكر أنه يجب أن تُحاكم سواء أمام القضاء أو فى المجتمع حتى تكون عبرة لمن تسول له نفسه أن يكرر أفعالها، ولكن قبل أن تعاقبوها، فعليكم بمعاقبة كل ما ساعدوها وروَّجوا لما تقدمه، وكل من سلَّموا لها عقولهم لتعبث بها كيفما تشاء.