الوفد
عباس الطرابيلى
لأن الهدف.. مصر
سؤال: لماذا تتركز الهجمات الاستعمارية الآن ضد مصر؟
جواب: لأن مصر هي القوة الأساسية الباقية، القادرة علي التصدي للمطامع الأجنبية في المنطقة..

ولكن هناك سبباً آخر هو أن شعب مصر أسقط حكم الإخوان، من فوق عرش مصر ولم يتحمل حكمهم، أكثر من عام واحد.. فكانت ثورة 30 يونية التي حطمت أحلامهم في أن تصبح القاهرة عاصمة «دولتهم الكبري» وان تكون مصر هي القاعدة التي ينطلقون منها، إلي كل ما حولها.
<< ولكن السبب الأهم هو الانتقام من مصر وشعبها الذي حطم حلم دولة الاخوان الكبري ومن هنا قرر الإخوان، ومن يقف وراءهم ويدعمهم بالمال والسلاح.. والتفكير، أن يضربوا مصر.. ويحاولوا تركيعها.. وهذا للأسف درس لم يفهموه.. فإذا كانوا قد قرأوا التاريخ، فهم يعرفون أنهم لن يستطيعوا السيطرة علي المنطقة كلها دون أن يدمروا مصر.. أو يحكموها.. ليخرجوها من المعركة..
وهذا درس قديم - وبالذات من أيام الحروب الصليبية - اذ عندما تصدت مصر لمطامع اوروبا الصليبية، كان قرار كل دول اوروبا، أن يوجهوا ضرباتهم إلي مصر نفسها باعتبارها مركز المقاومة.. لذلك وجهوا لها - مباشرة - العديد من الحملات الحربية الصليبية لمحاولة قهرها.. واقرأوا التاريخ، ولكن شعب مصر تصدي لهم زمان، وبالضبط منذ ثمانية قرون.. وانتصرنا عليهم.. وقهرناهم.. ولم يهنأ بال كل المصريين إلا بعد أن نجحنا في طردهم كلهم من الشام وفلسطين.. وكان آخرهم في العصر المملوكي.. وللأسف نفس السيناريو يتكرر الآن!!
<< والسؤال الآن: لماذا تتركز الضربات المعادية لنا من ليبيا والان بالذات.. والجواب: لأن مصر هي الجائزة.. وهي درة التاج، ألم يقل لنا شاعر النيل حافظ إبراهيم - ومنذ عام 1921 - وهو يتحدث باسم مصر: أنا تاج العلاء في مفرق.. الشرق ودراته فرائد عقدي.
لأنهم - من هنا - يتحكمون في المنطقة كلها من العراق وسوريا.. إلي الجزيرة العربية شرقاً وإلي كل دول شمال افريقيا غرباً.
ولهذا تتركز الضربات ضدنا.. هنا دليلنا.. اذ تحيط بليبيا من الغرب تونس والجزائر ولهما - أيضاً مثلنا - مئات الألوف من شعبيهما يعملون في ليبيا أي من تونس والجزائر .. كما تحيط بليبيا من الجنوب 3 دول هي السودان وتشاد والنيجر.. وذا كانت هناك جماعة بوكو حرام تعمل في النيجر ونيجيريا وربما في تشاد.. فإن نظام الحكم في السودان مؤيدون وتابع للفكر الإخواني.
< وهناك سبب أكثر وجاهة في أن يوجه العدو ضربات لمصر.. هو أن مصر لها مع ليبيا حدود طويلة تمتد 1000 كيلو متر من البحر المتوسط شمالاً إلي حدودنا المشتركة مع ليبيا والسودان، في أقصي الجنوب الشرقي..
فضلاً عن أن أمام الإخوان في ليبيا ساحل البحر المتوسط الذي يطل علي جنوب أوروبا، وهذا يسمح للإرهابيين بالحصول علي «التموين» و«التمويل» أي السلاح والأموال.. بما يجعل أمد الصراع ضد مصر ممتداً.. بل ويهدد أيضاً كل أوروبا الجنوبية.
<< ولكن القضية الأخطر الآن هي كيف نحدد نوع المعركة بيننا وبين هؤلاء الإرهابيين، في البداية لابد من موقف حاسم وحازم مع دولة قطر، التي تتولي تمويل هؤلاء ربما بتخطيط من أمريكا نفسها، التي تتحكم بالفعل في مصادر اتخاذ القرار في مدينة الدوحة، عاصمة قطر.. ولكن الأهم: لماذا كل هذا العداء القادم من قطر ضد مصر.. وهل تفتقد قطر الآن حكمة الشيخ خليفة بن حمد حاكم قطر الأسبق، الذي تآمر عليه ابنه وقام بعزله، وكان الشيخ خليفة من أذكي الحكام.. علي كل حال جاء ابن هذا الابن الذي عزل والده ليعزل والده هو أيضاً ويتربي علي عرش قطر ويبعثر ثروة قطر علي المؤامرات.
وهل يمكن أن يقوم الطيران المصري، أو غيره، بتوجيه ضربة قاضية ضد «قناة الجزيرة» لتدمرها.. أم أنها «هي أيضاً» مثل قطر تحت حماية القوات الامريكية المتمركزة فوق الأراضي القطرية؟!
<< علي كل حال، إذا كانت قطر قد تراجعت عما وافقت عليه أمام دول مجلس التعاون في زمن الملك عبدالله بن عبدالعزيز عليه رحمة الله.. فإننا يجب أن نربط بين ما يجري - من قطر والجزيرة - وبين الزيارة التي قام بها منذ ساعات للرياض سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلي للقوات المسلحة بدولة الامارات.. ولقائه مع خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك السعودية، حتي ترفع قطر يدها عن دعم الاخوان وعن تمويلها وتسليمها لهم، اللهم إلا إذا كانت قطر لا تملك من أمرها شيئاً.. وأن الأمر كله بيد واشنطن.. والله أعلم..





��§Ù‚��±��£ ��§Ù„مق��§Ù„ ��§Ù„��£��µÙ„ÙŠ ��¹Ù„ÙŠ ��¨Ùˆ��§��¨��© ��§Ù„وف��¯ ��§Ù„��§Ù„يك��ª��±ÙˆÙ†ÙŠ��© الوفد - لأن الهدف.. مصر
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف