منى نشأت
الدعــــــــوة عامـــــــــــــــــة
لا تهمنا المذيعة.. وحتي الفضيحة التي عملتها ستظل تصغر بظهور فضائح أكبر في يوم يتلوها.
القضية الأهم والتي يجب أن تشغلنا هي السلوك الشخصي لإنسان ما. نعرف عنه ونقرر من أفعاله الأولي أنه غير جدير بموقعه ونتركه علي الشاشة يخرج علينا بتصرفاته القبيحة وآرائه المرفوضة فنكره صوته ثم نستاء من مجرد ظهوره.. ولا نأخذ أي موقف. نزيده نقداً.. فيزداد زهواً. ويردد أنهم يلقون بالحجارة علي النجاح. وقد لا يكتشف هذا الشخص مدي تدني أفعاله إلا لحظة السقوط التي تبدو للجموع كانتصار علي عدو يسطو علي عقولهم ويلعب بأفكارهم ويشتت تصوراتهم ويزرع داخلهم بالتكرار ما ليس فيهم.
ويبقي داخلنا السؤال الذي خلقته واقعة المذيعة مع الفتاة التي تم التحرش بها.. والتي دفعت البنت لأن تنطق.. يا ريتني تركته يتحرش بي ويضربني دون شكوي.. ولم يسرقوا صوراً من علي موبايلي ويعرضوها وكأنها حق مشاع للجميع.
ممنوع الاستمرار
والتساؤل هل هذه أول المآسي.. لماذا سكتنا عن عفاريت ودجل وعيون تنزل دماً كبديل للدموع. ونساء تجلس أمامنا لتحكي عن شذوذ يتم تقريبه من العقول وتفنينه علي الشاشة ودفاع عن رذيلة. واستهانة بعقول بعد تغييبها. ثم نسمع المذيعة نفسها تدعي أنها لا تهتم بما يقع عليها وإنما تخشي علي صاحب قناة لا تطيق عليه كلمة. ما هذا العبث علي القنوات الخاصة.. وهل سنترك رأس المال بإفرازاته الرديئة علي كل قناة. ومتي سنوقف من تحتم أن نكتب له النهاية.
وعلي شاشة الحياة كما هو حال الشاشة الصغيرة لا تقبل أن تكمل وأنت غير راض.
إنها دعوة لأسلوب حياة للأسف لا ننتهجه كمصريين بالتحديد. لا تقبل وظيفة لمجرد أنك لا تجد غيرها. وإن كان فلا تستمر إذا اكتشفت أي تلاعب في المكان ولا تقل وأنا مالي.. التواجد بقرب عديم الشرف ليس من الشرف.. مازلنا نعاقب من المسئولين إن كشفنا فسادهم. لأن من يكشفون الفساد قلة.. يمكن اصطيادها ولو كثر العدد لقهرنا المفسدين في الأرض.
النهاية.. نكد
قرأت دراسة تؤكد أن الزوجة المصرية تحظي بالمركز الأول في النكد علي مستوي العالم.. إلا أن الباحثين لا يعرفون لماذا.. وتعالوا نعرفهم.
هي عليها عبء كل شيء داخل البيت.. أضف إلي ذلك مسئوليتها خارجه.. فلم تعد بين الشابات في الغالب ربة بيت كلهن عاملات بسبب الحالة الاقتصادية. فإن خرجت للعمل لابد أن يزيد الزوج في الضغط عليها حتي لا تظن أنها تنفق عليه. ولا تتجرأ بالشكوي من تعب. هذا في أغلب الأحيان. وفي أخري هي تعلم بنزواته وسقطاته ومضطرة لمتابعته بالتفتيش لتعرف إلي أين وصل وأين سيكون موقعها في الغد.. لكنها تكمل.. وفي معظم الأحوال هو يتعامل كمخلوق أول يتعامل مع واحدة درجة ثانية.. والأزواج في مصر يدخلون بيوتهم بنصيحة لا تخبر زوجتك بدخلك.. ولأنها خبيرة تفتيش فلديها المعلومة كاملة. فهي تعرف دخله.. ومغامراته.. وتتحمل سخافاته وضغوطه ومطلوب منها أن تبتسم.. ولكل زوجة وزوج وعامل وعاطل وأي إنسان.. لا تكمل ولا تحمل نفسك فوق طاقتها. والدعوة عامة للاكتفاء.. بهذا القدر من.. شقاء.