لا أعرف إلى متى ستظل كلية آداب طنطا تدور في ساقية الشللية وتهميش الأساتذة الكبار الذين أسسوا الكلية وأفنوا عمرهم فى خدمة الكلية والجامعة والطلاب، منذ سنوات كتبت هنا عن تجاوزات علمية وإدارية لبعض أساتذة بالكلية، وقد أحيل بعضهم إلى مجالس تأديبية، وبعضهم قضت المحكمة بتأييد اتهامي لهم بالسرقة العلمية، ظننت بعد هذه الفترة أن بعض المتجاوزين قد التزموا وعادوا إلى الصف، لكن للأسف كما يقولون: يموت الزمار وصابعه بيلعب، علمت أن هذه الكلية مازالت الشللية تسيطر علي مقدرات الكلية، ومازالوا بعض الأساتذة يفضلون المصالحة الشخصية عن المنفعة العامة.
لك أن تتخيلوا الوضع فى كلية فضلت إدارتها تحويل السكاشن إلى مكاتب لبعض الأساتذة، فكلية الآداب جامعة طنطا، التى يترأسها المهندس الدكتور عبدالحكيم خليل، لا يجد طلبة الدراسات العليا فيها لقاعات يتلقون فيها المحاضرات، فقد حكى لى بعض الطلبة، أنهم يجلسون على الأرض أو يقفون على أقدامهم فى مكاتب الأساتذة لكى يتلقوا المحاضرة، وأن بعض الأساتذة لم تقم بإلقاء محاضرة واحدة لهم حتى اليوم لعدم توفر القاعات، وبعضهم يكتفى بأن ينصحهم بقراءة بعض الكتب عند حضورهم إلى مكتبه، وبعضهم يرفض تماما دخولهم مكتبه لكى لا «يوسخون» السجاد.
أين ذهبت القاعات الصغيرة التي تسمى بالسكاشن؟، إدارة الكلية قامت بتوزيعها على بعض الأساتذة، حتى أن مكتب أحدهم وصلت مساحته نحو 150 مترا، والأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل قامت إدارة الكلية منذ فترة قصيرة بشراء أطقم أنتريهات ومكاتب وسجاجيد بمبلغ 750 ألف جنيه(مليون جنيه إلا ربع)، لمن؟، إدارة الكلية قامت بتوزيع هذه المفروشات على بعض مكاتب المحاسيب، وقامت بتجاهل الأساتذة الكبار، وقيل إن بعض مكاتب المحاسيب كانت لا تحتاج إلى تجديد المفروشات، على رأس هؤلاء المحاسيب أحد الأساتذة كان يدعى زمان أنه على صلة قرابة بالدكتور زكريا عزمى، والطريف أن صديقنا الأستاذ هذا قد سبق وكتبنا عن بعض الكتب التى يقررها على التلاميذ، والمضحك أنه مازال حتى اليوم يهدد بزكريا عزمى، والمضحك أن بعض من هم على شاكلته يلتفون حوله.
المؤسف فى هذا السياق أن تتجاهل إدارة الكلية الأساتذة الكبار علميا وأخلاقيا وتفضل عليهم من هم أقل عطاء وعلما، أساتذة أسسوا هذه الكلية وكانوا أول من تم تعيينهم بها، على سبيل المثال لا الحصر أستاذنا الدكتور سعيد فرح أستاذ علم الاجتماع، ورئيس اللجنة العامة لترقية أعضاء هيئة التدريس على مستوى الجامعة، والعضو فى العديد من اللجان العلمية المتخصصة، هذا الأستاذ العالم يجلس فى مكتب شرك مع أحد الأساتذة مساحته أقرب لمساحة حمام فى شقة ثمانين مترا، بينما تلاميذ تلاميذه وبعض الأساتذة الذين تورطوا فى قضايا أخلاقية وعلمية يجلسون فى مكاتب تصل مساحتها مائة متر ومائة وخمسون مترا، أضف إلى ذلك أن إدارة الكلية قامت بفرش حمامه أو مكتبه هو وشريكه بمفروشات خرج مكاتب تلاميذه، الأمر لم يتوقف عند هذا الأستاذ العالم بل يشمل كذلك على أستاذ جليل أفنى عمره عطاء فى خدمة هذه الكلية علما وأخلاقا، هو الدكتور محمد مجدى الجزيرى أستاذ الفلسفة، ود.الجزيرى الذى كان عضوا فى لجنة الفلسفة بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضوا بلجنة ترقية أعضاء هيئة التدريس، وأول عضو هيئة تدريس يتم تعيينه فى كلية الآداب جامعة طنطا، وهو من أسس قسم الفلسفة بالكلية وتولى رئاسته لسنوات طويلة، وتخرج من تحت يديه العشرات والمئات من الأساتذة الذين يخصص لهم المكاتب وتفرش لهام بالسجاد، د.الجزيرى يجلس هو الآخر فى حمام ستة متر، وتلاميذه يعدونه بكنبة خرج مكتب أحدهم.
هذه الأساتذة الكبار الذين يتنكرون لفضلهم وعلمهم وخلقهم وجهدهم كنت أحد من تتلمذوا على أيديهم، وتعلمنا منهم حيادية ونزاهة ومنهجية البحث والكتابة، ويشهد الله كم كانت لأيديهم أفضال علينا وعلى أجيال عديدة من الخرجين.
لهذا أطالب وزير التعليم العالي ورئيس جامعة طنطا بتشكيل لجنة تعيد لكلية الآداب جامعة طنطا مكانتها، وتعمل على تخصيص قاعات لطلبة الدراسات العليا، وتخصيص مكاتب للأساتذة الكبار تليق بتاريخهم وبعطائهم وبمكانتهم العلمية والأخلاقية، وضرب الشللية التى تقوم على صلات القرابة والنسب وليس على العلم والأخلاق والعطاء.
��§Ù‚��±��£ ��§Ù„مق��§Ù„ ��§Ù„��£��µÙ„ÙŠ ��¹Ù„ÙŠ ��¨Ùˆ��§��¨��© ��§Ù„ÙˆÙ��¯ ��§Ù„��§Ù„يك��ª��±ÙˆÙ†ÙŠ��© الوفد - في كلية الآداب بطنطا