لويس جرجس
دقائق ثرية مع مصطفي حجازي
مصطفي حجازي مفكر استراتيجي مبدع في أفكاره تعرفنا عليه عقب ثورة يونيو 2013 بعد توليه منصب مستشار الرئيس المؤقت للشئون الاستراتيجية. حاز رضي المواطنين سريعا في أول مؤتمر صحفي يعقده بما أظهره من ثقة بالنفس وبأفكاره المرتبة.
استمتعت بحواره الشيق مع محمود سعد الأربعاء الماضي في برنامج "آخر النهار" وأردت أن تشاركوني الاستمتاع من خلال عناوين سريعة استخلصتها من الحوار دون ترتيب :
الكتلة الحية في هذا المجتمع لن ترضي مرة أخري أن تحيا مصر شبه حياة أو نصف حياة. مصر ستحيا حياة كالحياة. المصري لن يقبل أن يعامل معاملة الأطفال مرة أخري.
لا يصلح بناء مصر ودخول المستقبل بأفكار تعود إلي 100 أو 150 سنة لأن المضامين والمفاهيم اختلفت. لم يعد التعليم يهدف إلي تخريج إنسان لسوق العمل ولكن أصبح وسيلة للترقي "ترقي الإنسان والمجتمع".
الاقتصاد: "اعمل اقتصاد عشان الناس تجمع ثروات. أم عشان الناس تكون أسعد ولإعادة توزيع الثروة بشكل ما".
عن البرلمان القادم: هل النائب الحالي حين اختاره الناخب يملك وكالة لكي يتصرف في شأن البلد علي هواه أم في إطار العلاقة المنظمة بينه وبين المجتمع أي الدستور ليس من مهام النائب الحديث عن تغيير الدستور علي هواه. المواطن وافق علي دستور فيه توازن بين السلطات.
عن الإخوان: ظلوا 80 سنة يتفرجوا علي مسرح السلطة ويتخيلون ان السلطة هي أن تملك هذا المسرح وليس ما تقدمه للناس.
الميكيافيلية التقليدية التي سقطت في 2011 و2013 تعني ان تصرف السلطة كل جهدها في التدليس علي الناس أكثر من محاولة فهم الناس واحتوائهم بالتعاون معهم واقناعهم وليس بقمعهم.
فكرة الفوضي التي حكم بها مبارك 30 سنة "القهر والفوضي" لم تعد صالحة. كانت فوضي في التعليم تشجع الدروس الخصوصية وتخرج كيانات غير متعلمة. فوضي في الصحة تترك العلاج لمستوصفات في الجامع والكنيسة تعمق الانشقاق الطائفي في حياة الناس العادية. الناس تجور علي حق بعض وتجور علي الأرض الزراعية وعلي مستقبلها في الحياة.
بداية بناء الأوطان هو الانتماء والمصريون استعادوا معني الانتماء بمعجزتين اسمهما يناير 2011 ويونيو 2013 من قال في الشارع "عيش حرية عدالة اجتماعية" عقلية جمعية اسقطت نظاماً كان يمتلك كل شيء.
يوجد حالياً "نظام المماليك" يسمي 2011 وتنظيم المماليك يسمي 2013 انقلاب والطرفان يريدان أن يؤثما ما حدث ويعيشون لحظة الانتقام مما حدث ولكنهما إلي زوال حتمي.
قضية الإبداع أساسية ومصر تحتاج الإبداع في جميع المجالات من أجل البقاء "الإبداع بمعني التفكير في الجديد" لا تستطيع بناء مجتمع دون إتاحة مساحة للإبداع تضمن أن يحل مشاكله المزمنة في جميع المجالات.
القراءة المعلبة للأمور تعني ان "ما أراه صح هو ما سوف أجعله صح" أن أفرض وجهة نظري مادمت صاحب السلطة. فكرة السلطة والحكم وعلاقتهما ببعض يعاد تعريفها الآن.
سنواجه في القريب مشكلة بناء هياكل السلطة وعلاقتها بالحكم. السلطة أن تملك القرار وأن تتخذ القرار. بينما الحكم هو أن تبصر القرار وأن تصنعه. اتخاذ قرار دون وجود قاعدة حكم يشبه مبني دون قاعدة يكون مصيره السقوط.. وهذا بعض من كثير حاولت تلخيصه دون إخلال بمضمون ما قيل علي مدي ثمانين دقيقة ثرية.