الأخبار
أحمد عزت
احذروا نوة المصريين
يموت المصريون من مياه الأمطار والسيول شتاء، مثلما أصبحوا يموتون من ارتفاع درجات الحرارة والشمس صيفا. باتت أخبار كهذه أمرا شبه معتاد لمن يصنعون الخبر ومن يتلقونه أيضا سواء كانوا قراء أو مشاهدين أو حتي مستمعين.

كان نادرا أن نسمع في مصر عن سقوط ضحايا بسبب الأحوال الجوية ارتفاعا كانت أو انخفاضا. كانت العلاقة سابقا مجرد خبر يرد عبر وكالات الأنباء العالمية لأشخاص يموتون هنا أو هناك بسبب الحر أو البرد، وكنا نحمد الله علي نعمة الطقس، واعتداله ولطفه معنا. أما الآن، فقد تبدل الحال، وبات (الجو) أحد قتلة المصريين، والضيف المزعج لهم في الصيف أو الشتاء، ومعه يختلف الحديث.

في الصيف الماضي، تحدثت وكثيرون غيري عن ضرورة أن تستعد الدولة لمواجهة موجات الحر العالية، والارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة، وقلت إن الأمر لم يعد رفاهية، بل التزام لتوفير التهوية المناسبة ووسائل التبريد الممكنة في المستشفيات وأماكن الاحتجاز، وحتي في المنازل عبر توفير التيار الكهربائي وعدم قطعه وفصله.

أما ونحن في فصل الشتاء حاليا، فأقول ويقول المصريون معي إنه ليس مقبولا أن يسقط الضحايا مرة في الاسكندرية وأخري في البحيرة ولا نعلم أين غدا مع كل هطول للمطر، وأن تغرق البلد في شبر مية هكذا، وكل ما تفعله الدولة بمسئوليها وأجهزتها أن يقوم رئيس الوزراء بزيارات وجولات للمحافظات المنكوبة، وتعقد اجتماعات وتخرج بيانات وتصريحات جوفاء سئمناها من فرط تكرارها وكذبها.. فليت الدولة تحذر نوة المصريين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف