الأخبار
داليا جمال
الطائرة التي هزت... بر مصر !!
وكأن علي رأسنا بطحة..فأخذنا نحسس عليها ! أو كأننا عاملين عاملة!! استدعت أن تنبري الحكومة والدولة بكل أجهزتها للدفاع عن كرامة مصر، وعزة مصر، وإعلان سيطرة مصر ،وبراءة مصر !! ولكن...من ماذا ؟

‎من المسئولية أو بمعني أصح من عدم المسئولية عن سقوط الطائرة الروسية فوق أرض سيناء !! وكأنه حادث لم يحدث من قبل ،وكأن هناك دولة في العالم لم يسبق أن سقطت لها طائرة أو ان هناك دولة في العالم لم تسقط بها طائرة !

‎وقد سيطرت حالة من الارتباك والإنكار علي وسائل الإعلام ، وتصريحات المسئولين بالدولة ،كأنما هناك تهمة جسيمة نهم بالدفاع عنها!!

‎وقد تناسي الجميع أن أعظم وأكبر الدول وعلي رأسها الولايات المتحدة الأمريكية قد سقطت لها عشرات الطائرات فوق أراضيها، وفي بلدان أخري، كما أن حوادث سقوط الطائرات لم تستثن دولة من دول العالم ،ومنها ألمانيا وفرنسا وانجلترا بل وروسيا نفسها..سواء بسبب عطل فني ،أو خطأ طيارين ، أو حتي نتيجة أعمال إرهابية.

‎ولعلنا لم ننس ان هناك طائرة مصرية أقلعت من نيويورك عام 1999وسقطت في المحيط وعلي متنها 33قيادة مصرية عسكرية!! ولم تخبرنا أمريكا حتي اليوم سببا أو تفسيرا لسقوط الطائرة التي وقعت تحت مسئوليتها.. رغم أنها أمريكا بذات نفسها !!!

‎نعم..الحقيقة أن الطائرات سقطت من كل دول العالم ومن كل أنواع الطائرات إيرباص ، بوينج ،كونكورد ،فوكر ،صناعة أوروبية وأمريكية وفرنسية، وروسية، وكل الشواهد وكل الحوادث تؤكد أن سقوط الطائره الروسية في سيناء هو مجرد حادث طيران لم يكن يستحق كل هذا الذعر من جانب الحكومة، ومن جانب الاعلام الذي يخرج علينا كل يوم بسبب لتحطم الطائرة،فتارة يفتي أحد الجهابذة بأن الحادث كان بسبب صاروخ أطلق عليها من الأرض ،وتارة بسبب عطل فني ،وتارة يفتي عبقري فلتة بأن قنبلة داخل الطائرة كانت وراء الحادث.. ‎وما لا يعرفه الجميع أن السبب لا تتم معرفته إلا بعد تحقيقات تستمر لسنوات من فرق متخصصة في التحقيقات الجوية وبمشاركة الشركات المصنعة، وأنه كان علينا أن نكون أكثر ثقة بأنفسنا ، لا أن نهتز من مجرد فيديو بثته جماعة داعش الإرهابية ،تدعي فيه مسئوليتها عن سقوط الطائرة..ويمكن ﻷصغر متخصص في الطيران دحض هذا الزعم ببساطة..وتوكيداستحالة حدوثه..

‎وكل ذلك يبرهن أننا لم نكن في حاجة لكل هوجة التصريحات الجوفاء من عينة أن السياحة بخير.. وسيناء تحت السيطرة! والطيران المصري صاحب ريادة، والمصريين بيعرفوا ربنا أكتر من أي شعب آخر!! ‎لكننا ببساطة في تعاملنا مع الحادث كنا أشبه برجل سمع انفجار إطار سيارة خارج باب شقته ، فأصابته لوثة تصريحات ، وإنكار ، ونفي فخرج في البلكونة يقسم أنه غير مسئول عن الانفجار صارخا بأنه غير مسئول عما حدث ،وأن زوجته سيدة ملتزمة !! وأولاده متفوقون في دراستهم !!وأنه عمره ما شاف المسمار الذي تسبب في فرقعة الكاوتش ولا قابله قبل كده !! بل إنه حتي لم ير مسمارا واحدا في حياته!

‎لقد أكد حادث الطائرة أن ما كان يلزمنا في الحقيقة للتعامل مع هذه الحادثة.. هو قليل من الثقة والإيمان بمصر وجيشها ، و طيرانها المدني، وسياحتها...ولم يكن يجب أن يكون سقوط الطائرة الروسية التي تزن قرابة 40طنا سببا أو مبررا يهتز بسببه بر مصر..!! ‎فمصر أكبر وأثقل من كل شيء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف