1- كنت أتمنى من القيادة السياسية أن تتعامل مع كارثة «الدفاع الجوى» بنفس السرعة والحزم اللذين تعاملت بهما مع مصيبة قتل المصريين فى ليبيا. انكسر جوانا شىء ونحن نرى الأيام تمر دون أن نسمع عن محاسبة فعلية للمسؤولين عن هذه الجريمة أو حتى نعرف العدد الحقيقى للضحايا بسبب غياب البيانات الرسمية من الجهات المعنية! الرهان على أن الجميع سينسى أو يتناسى بمرور الوقت لن يكون صائبًا هذه المرة فى ظل حالة الغضب المكبوت لدى جماهير الكرة -خصوصا الزملكاوية- والذى قد ينفجر فى أى لحظة ويؤدى إلى مزيد من الدمار. قرار استئناف الدورى قبل أن تظهر الحقائق وينال المخطئ عقابه سيكون خطأ كبيرا سندفع ثمنه غاليا.
2- الهجوم على لاعبى الزمالك واتهامهم بالخيانة لأنهم وافقوا على خوض المباراة رغم وجود قتلى على بوابة الملعب هو كلام فارغ يخلو من المنطق والمصداقية. كل الشواهد تؤكد أنهم لم يعلموا بحقيقة ما حدث وقد ظهر ذلك واضحا من خلال أدائهم داخل الملعب بصورة طبيعية واحتفالهم بهدف التعادل بطريقة اعتيادية، مما يجزم بعدم معرفتهم بحجم الأحداث المأساوية. لو كنا سنوجه أصابع الاتهام إليهم فمن العدل أن نوجهها أيضا إلى لاعبى إنبى والحكام، وكذلك إلى كل جمهور الملعب الذى لم يتوقف عن التشجيع ولم يغادر مكانه حتى صفارة النهاية.
3- لا يمكن اعتبار عمر جابر بطلًا بعد أن قال بوضوح إن السبب الوحيد لعدم مشاركته فى اللقاء كان شعوره بالاختناق بفعل الغاز، نافيًّا بشكل قاطع معرفته بسقوط ضحايا قبيل انطلاق المباراة شأنه شأن كل زملائه. قراره بعدم اللعب مجددا ضمن صفوف الزمالك هو قرار شخصى لا يملك أحد أن يناقشه فيه، لكن عليه فقط عدم نسيان حقيقة أنه لاعب محترف وقع على عقود رسمية لا يمكنه التراجع عنها بمزاجه دون موافقة الطرف الآخر.
4- على الرغم من تداعيات الأزمة الراهنة، فإن رئيس نادى الزمالك ما زال يسعى للفت الانتباه وخطف الأضواء بشتى الوسائل لدرجة أنه أعلن مؤخرا عن تلقيه تهديدا بالقتل من جماعة داعش الإرهابية! لن أعلق على هذا التصريح الغريب العجيب، بل سأدعوه فقط إلى أن يتابع تعليقات القراء المكتوبة على صفحات شبكات التواصل الاجتماعى وفى كل المواقع الرياضية التى نشرت الخبر كى يعرف رأى الناس فى ما يقول.
5- الإعلام الرياضى ليس بريئا من مسؤولية الكارثة الأخيرة بعد أن قام عدد من مقدمى البرامج والصحفيين خلال الفترة الأخيرة بخلق حالة من التعصب والتوتر بين الجماهير سعيا وراء (تسخين) الأجواء الذى يرفع نسبة المشاهدة ويزيد من حصيلة الإعلانات. عقب وقوع المصيبة حاول بعضهم التقليل من حجمها خوفا من صدور قرار بإيقاف المباريات الذى سيؤدى إلى ضياع السبوبة، حتى إن أحدهم قال فى أول تعليق له: سقط مزيد من الشهداء الأبرياء، لكن لا بد من استكمال الدورى بأى ثمن لأن ده شكل الدولة قدام العالم ولازم مانروحش ورا كلام بعض البلهاء اللى بيطالبوا بإيقافه!) .. لا أتفق تماما معك يا كابتن