الأهرام
يحيى الجمل
حــزين إلى آخــر المدى .. ولكن ..
بعد أن كتبت مقالى الأسبوعى وانتهيت منه رأيت فى الفضائيات ما أصابنى بهم وحزن لا حدود له . عمالا مصريين هاجروا إلى ليبيا
حتى يكسبوا عيشهم وعيش أولادهم كسبا حلالا ولكن للأسف المرّ خرجت عليهم جماعة من «الكفرة الفجرة» واحتجزتهم ثم هددت بقتلهم على الطريقة الداعشية . ولحظتها لم أصدق عينى وتصادف أننى كنت فى محافظة الجيزة ـ التى أقطن فيها ـ فى حفل تكريم للمحافظ السابق الصديق الأستاذ الدكتور على عبد الرحمن الذى ترجع علاقتى به إلى أيام أن كان رئيسا لجامعة القاهرة وأنشأ مجلسا للأمناء إلى جوار مجلس الجامعة كان من أعضائه الدكتور ابراهيم بدران وآخرون وشرفت أن أكون من بينهم وبالأمس كنت أجلس إلى جوار الدكتور/ على عبد الرحمن من ناحية ومن ناحية أخرى إلى جوار الأنبا انطونيوس عزيز مينا مطران الجيزة للأقباط الكوثوليك وكان موضوع المصريين الموقوفين فى ليبيا هو الحديث المشترك بيننا جميعا وكان الجميع يؤكدون وتبين أن ذلك من باب الأمانى فقط ولكن للأسف الشديد عرفنا بعد ذلك ما ارتكبه الكفرة الفجرة الذين لا دين لهم بل وأشك فى أنهم ينتمون أصلا إلى فصيلة البشر للأسف قام هؤلاء بذبحهم بغير ذنب جنوه ولا جريرة ارتكبوها .


وأعتقد أن كل مصرى بل إن كل إنسان سويّ العقل والنفس على امتداد المعمورة كلها لابد أن يكون قد فزع لهذا الأمر البشع . ولكن الجيش المصرى درع الشعب المصرى العظيم استطاع قبل مطلع الفجر أن يشفى غليلنا وأن يضرب أوكار هؤلاء الداعشيين فى ليبيا ـ التى لم تعد الدولة فيها قادرة على شىء ـ وكان تصرف الجيش المصرى هو نوع من الدفاع الشرعى عن النفس . وكان ذلك فى حكم القانون مباحا بل وواجبا شرعيا


<<<


ما أظن أن أحدا قال فى الحب مثل الشيخ الكبير محيى الدين بن عربى كبير المتصوفة الإسلاميين الذى قال


أدين بدين الحب أنّى توجهت ركائبه فالحب دينى وإيمانى


وايمان ابن عربى بالحب يجعل قلبه العامر بالحب لا يقتصر حبه على أبناء دينه من المسلمين فقط وإنما قلبه يتسع للرهبان وحتى لعبدة الأوثان ومن يطوفون حول الكعبة ويقرأون القرآن وكذلك أهل التوراة وأهل الانجيل . قلب ابن عربى ـ الشيخ الكبير ـ كما يطلق عليه فى الدراسات الإسلامية والصوفية يتسع لهؤلاء جميعاً وقد اتسعت لهم من قبل ابن عربى بقرون وثيقة المدينة التى آخى فيها رسول الله صلوات الله عليه بين المسلمين و اليهود والمسيحيين بل وعبدة الأوثان وذلك عندما دخل المدينة وآخى بين أهلها جميعاً بغير تمييز، أى كل مواطنيها فى وثيقة المدينة المعروفة فى الدراسات الفقهية والتى اهتم بها حديثا دارسو نظام الحكم فى الإسلام وقد كان لى شرف أن أشرف على رسالة دكتوراه لأحد طلابى عن وثيقة المدينة .


وأستاذن الصديق العزيز والشاعر العذب فاروق جويدة فى أن أنقل بعض سطور عموده المنير دائماً فى أهرام السبت الرابع عشر من فبراير والتى يقول فيها، إن للحب أوطانا يحن إليها ويعرف كيف يقيم فيها ويختار من البشر هؤلاء القادرين على العطاء دائما .. إن الحب يختار الأوطان والفصول والقلوب التى يسكنها فكن أنت واحدا من هذه القلوب .. والحقيقة أننى لم أتذكر محيى الدين بن عربى بمناسبة ما يقال له افالنتين وعيد الحبب ولكنه خطر على ذهنى فور رؤيتى صورة العمال المصريين «الأقباط» الذين يقتادهم ـ كما رأيت فى الصورة ـ تنظيم داعش (الدولة الإسلامية) ليقتلهم أو لحرقهم كما حرق الطيار الأردنى .


هل هؤلاء لهم صلة بالإسلام أو نبيه الذى قال فيه ربه وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين أم هؤلاء هم أعدى أعداء الإسلام والذين جعلوا العالم كله يكره هذا الدين إذا كان هذا هو دين الدواعش والعياذ بالله .


وإلى جوار «داعش» هناك من يسمون أنفسهم أنصار بيت المقدس» ما أجمل أن نكون جميعاً من أنصار بيت المقدس وأن نحارب من دنسوا بيت المقدس لكى نبعد عن أول ىالقبلتين وثانى الحرمين هؤلاء الطغاة المتعصبين العنصرين لكن للأسف فإن «أنصار بيت المقدس» الذين أتكلم عنهم وأضعهم إلى جوار الدواعش هم الذين يعبثون فى الأرض العربية المصرية، ويقتلون أهلها ويشردون قبائلها بغير ذنب جنوه .


ألا يجوز لى أن أسأل وأن أتساءل لماذا لا نجد هذه الأمراض العقلية والتخلف بل والأمراض النفسية إلا فى هذه المنطقة من العالم . هل نحن فقط الموبوءون بداعش وأمثالها أم أن داعش وأمثالها هى زرع أجنبى وأن هذا الزرع الإرهابى البغيض بدأ ينقلب على أصحابه أيضاً .


إن الولايات المتحدة الأمريكية وهى تحاول بكل وسيلة أن تمزق هذه المنطقة من العالم لمصلحة ربيبتها إسرائيل بدأ الارهاب الذى زرعته فى البداية ينقلب عليها وهذه هى ترصد الأموال الطائلة لمحاربته لأنه بدأ يهددها ويهدد دولا أوربية أخرى .

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف