محفوظ الأنصارى
ضربة الجيش.. البداية والمطلوب. صندوق لأمن مصر!!
بداية.. أود ان احيي إنسانية الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي مد في "حبال صبره" علي المجرمين والقتلة.. المدبرين منهم والمنفذين حتي كاد رصيده الشعبي أن يضعف أو يهتز فالمؤكد ان السيسي يدرك جيدا ان:
- ان الصانعين والمنفذين للعمليات الإجرامية التي تتم يوميا ضد شعوبنا وبلادنا صنفان أو طرفان.
* الصنف الأول مخطط ومدبر ومتآمر يعرف جيدا ماذا يفعل ونحو أي هدف يسعي.
* والصنف الثاني مستأجر مدفوع الأجر.. فاقد البصيرة.. معدوم الرؤية والضمير.
- الصنف الأول هو المجرم الحقيقي المستحق للعقاب والإبادة لأنه يعرف وانه صاحب هدف مصمم علي تحقيقه ومهما كان الثمن.
- أما الصنف الثاني وهو الفاعل والمنفذ فهو مجني عليه بقدر ما هو الجاني والقاتل.
وأغلب الظن ان هذه الرؤية هي التي اخذت السيسي ومن معه إلي التريث وإلي الصبر حتي لا يأخذ الطرف الضعيف وهو القاتل بذنب المجرم الحقيقي صاحب التدبير والتخطيط والتسليح والتدريب لكن وضح تماما ووسط هذا الفساد الطاغي ووسط هذا المناخ الكاذب والمضلل.
ان السماحة لا مكان لها ولا موضع وسط هذا الإجرام المتصاعد.. بلا منطق.. وبلا مبرر وبالتالي لا رحمة لمن قتل ولمن ضرب ولمن خرج علي القانون وعلي الدين بصرف النظر عن كونه.. جانياً ومجنيا عليه في نفس الوقت.
***
ملاحظة ثانية.. كنت اتوقع "واهما" بالتأكيد ان عددا من الليبراليين والمفكرين وأهل النخبة والتميز!! سينزلون إلي الشوارع وسيملأون "اعمدتهم" وتعليقاتهم ورؤاهم بكل ما يدين وبكل اشكال الرفض وبكل ما من شأنه فضح وتعرية هذه الموجة القبيحة وكشف اصحابها ومخططيها وأهدافها.
لكن شيئا من هذا لم يحدث.. وإذا حدث فلا أكثر من كلام فارغ وملاحظات سطحية وانتقادات تدين الدولة وتدين المجتمع والوطن وتبرز ما تدعيه قصورا من هنا أو هناك.. ليس إلا لتبرير ما يحدث وتبرئة الفعل البغيض من أجل ان تبقي الأوضاع علي ما هي عليه وذلك كله.. استجابة لأوامر وتعليمات وتوجيهات من يعملون لهم وثمنا لأجور ومناصب ووعود ينتظرونها ويتوقعونها ويكفيهم - يكفي هؤلاء ممثلي النخب والصفوة - الظهور بمظهر "المراقب المحايد" الذي يقول كلمة الحق دون انحياز لحق ودون رفض لباطل.
***
لقد سعد الشعب المصري بجميع طوائفه النبيلة وهم الأغلبية الساحقة من ابناء مصر بالضربة التي وجهها الجيش المصري للعصابات التي جري تعبئتها وتجميعها في ليبيا والتي اقترفت العديد من الجائم وآخرها ذبح 21 شابا مصريا بصرف النظر عن دياناتهم مسلمين كانوا أو مسيحيين لكن علينا جميعا نحن شعب مصر ان نعرف جيدا أن هذه الضربة.. هي ضربة النهاية وان هؤلاء "الكفرة" مخططين كانوا أو منفذين سيتوبون ويتوقفون عن أفعالهم الشنيعة لأن الأكثر احتمالا وتوقعا ان تدفعهم هذه العملية العسكرية من جانب الجيش قد تثير فيهم شهوة المزيد من القتل والعنف وهذا الاحتمال يستوجب بل ويفرض أن يتبع هذه الضربة ضربات متتالية حيث هم وأينما وجدوا وداخل مصر أيضا.
***
هذه الملاحقة للمجرمين والتي نتحدث عنها والتي لابد وان تتواصل لا يمكن ان تكون من مهام الجيش والشرطة فقط إنما هي مسئولية جماعية.. هي مسئولية الجيش والشرطة صحيح لكنها في نفس الوقت واللحظة مسئولية الشعب كله.. هي مسئولية جميع قوي وتشكيلات المجتمع جميعه.. هي مسئولية رجال الأعمال ومسئولية العمال والفلاحين ومسئولية الهيئات والنقابات والتجمعات.. هي كذلك مسئولية المدارس والجامعات.. ليس هذا كلاما عاما ولا اجتهادات فكرية وسياسية.. إنما هي الواقع بعينه فأصحاب الملايين وأصحاب المليارات وأصحاب المصالح الاقتصادية علي اختلافها وتعددها جمعوا ما لديهم من ثروات من داخل هذا الوطن ومن جهد أبنائهم وهم انفسهم اصحاب المصلحة الأولي في الاستقرار وفي الأمن وفي الحياة الطبيعية.. فالاستقرار والأمن والطمأنينة هي مكونات لازمة لنشاط اقتصادي وتجاري وصناعي وغير ذلك وهم.
وإذا كان البعض يثري من خلال الفوضي.. فهم القلة الفاسدة من هنا.. الضرورة تفرض علي الجميع..
التعبئة الكاملة وتفرض تشكيل "كتائب شعبية" منظمة ومدربة وتحت اشراف وتوجيه المؤسسات المتخصصة في الجيش والشرطة مهمتها كشف ما يجري في الخفاء وبين جنباتها من تجاوزات وانحرافات وتجمعات وتشكيلات مشبوهة وهذه ليست بدعة فالولايات المتحدة الأمريكية وهي أول من اخترع "القوات الخاصة" التي شاركت جيشها الحرب والمواجهة في أفغانستان وفي العراق وفي كل مكان ذهبت إليه.
ويكفي ان نذكر هنا هؤلاء الاخوة والابناء الذين يحاولون التسلل إلي خارج البلاد كل يوم.. متوجهين إلي ليبيا أو سوريا أو اليمن أو أي مكان.. بحثا عمن يستأجرهم أو يجندهم "مرتزقة" للقتل والتخريب حتي ضد اخوتهم في الوطن وأظن ان انشاء صندوق لتمويل هذه التجمعات أو الكتائب. من شأنه ان يقطع الطريق أو جزءا منه.. صندوق مماثل لصندوق "من أجل مصر".. صندوق "لأمن مصر" وان يكون تمويل هذا الصندوق قائما علي مشاركة شعبية عامة.. أساسه اصحاب المصلحة الأولي وهم رجال المال والأعمال ودائما بشرط ان يكون تحت الاشراف الكامل للسلطة المصرية تجنبا لأي انحراف.
***
الوضع جد خطير وتحميل الدولة كل المهام وكل المسئوليات نوع من العبث القاتل والمدمر ولا طريق للخروج مما نحن فيه إلا بالعمل العام والمشاركة الكاملة.. المؤامرة.. أضخم مما نتصور وبكثير ولا سلامة.. مما يهددنا إلا بالمعرفة الشاملة لما يحدث داخلنا ولما يجري حولنا.
ولا شك ان جدية المواجهة والتعرف علي الاعداء الصغير منهم والكبير.. المخطط والعميل هي الحل وعلينا أن نتبين ما يدور في الكون وندرك ان الخطر لا يتهددنا وحدنا بل هو نافذ وذاهب للجميع حتي صناع الجريمة ومخططي الفوضي والفساد بدأوا يدركون ان ما تصنعه ايديهم واصل إليهم وربما كان هذا الأمر في حد ذاته عاملا من عوامل التفاؤل.
والنصر في النهاية.. لمن يعرف.. ولمن يعمل.. ولمن يصحح اخطاءه ويصوب مساره.. ويتعاون من أجل القضاء علي "التواكلية" وعلي الاعتماد علي غيره.. وقل اعملوا.. ولا تتهاونوا.