شاركت في مؤتمر "القمة الحكومية" الذي عقد الأسبوع الماضي في عروس مدن الخليج "دبي" بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة. وكان الهدف من القمة سعي الحكومات لإسعاد مواطنيها. وهو مفهوم جديد علي حكوماتنا منذ أكثر من 50 سنة. حيث حصرت مهامها علي مص دم المصريين بزيادة الضرائب والرسوم. إلي جانب البيروقراطية والروتين. في كافة المعاملات الحكومية والخدمات الجماهيرية!!
علي مدي 7 أيام قضيتها في "دبي" خرجت بأكثر من انطباع جعلني أقارن بين حكومتنا الرشيدة وحكومة الإمارات.
بداية.. شعرت بالفخر لما شاهدته من تقدم حضاري وعمراني في دبي. فكتبت في مفكرتي: "مَن يزور دبي.. كأنه زار القارات الخمس".. فناطحات السحاب الأمريكية في كل مكان. والتكنولوجيا الأوروبية تشعر بها من حولك. ولقب النمور الآسيوية أصبح صغيراً عليها. والأصالة الأفريقية من سماتها. والكرم العربي الحاتمي في كافة تعاملاتها.
تشعر بالأمن والأمان في كل مكان دون أن تري شرطي واحد. فكانت شهادة نجاح لوزارة الداخلية الإماراتية.
حملت اندهاشي الممزوج بالفخر والزهو.. وفي لقاء مع وزير شئون مجلس الوزراء. محمد عبدالله القرقاوي. سألته عن: سبب التفوق الإماراتي في كافة المجالات؟!.. فكانت الإجابة مختصرة. ولكنها شاملة المعاني. حيث قال: إن الإمارات اعتمدت علي عنصرين. هما الشباب والتكنولوجيا. وقبل أن أسأله عن دور المرأة؟!.. بادرني بالإجابة بأنه يعتمد علي فتاتين في متابعة العمل الحكومية معه.
فكان السؤال الثاني: كيف يتم تقييم الوزراء في الحكومة الإماراتية؟!.. فقال: نحن نقيم أداء الوزراء بصفة يومية. من خلال 27 مؤشراً. فنعرف يومياً الوزير صاحب أفضل أداء في هذا اليوم. وكذلك الوزير الأقل أداءً. حتي يطور من أدائه.. "فتذكرت أن حكومتنا المحروسة لا تقيم الوزراء إلا مع كل تغيير وزاري أو حركة محافظين".. يعني "حين ميسرة"!!
فكان سؤالي الثالث: كيف يتم التنسيق بين الوزراء في مجالات التكنولوجيا والابتكار.. ولا توجد لديكم وزارة للتكنولوجيا؟!.. فقال: نحن استحدثنا منصبا وظيفيا جديدا وهو مدير تنفيذي للابتكار في كل وزارة. وهيئة حكومية. ليتابع تنفيذ كل ما هو جديد في مجاله.
ولأني نسيت أن أسأله عن مشروع المستقبل لديكم بعد أن غطي طموحكم الأراضي الإماراتية؟!.. لكن الإجابة عرفتها في ختام مؤتمر القمة الحكومية.. وهي: أن الإمارات سوف تبدأ في غزو صحراء كوكب المريخ. وسوف تنجح.
حملت نفس الأسئلة إلي المهندس إبراهيم محلب. رئيس الوزراء.. وقلت له: الإمارات الشقيقة نجحت باعتمادها علي الشباب والتكنولوجيا.. فقال: أنا بدأت بتعيين أربعة مساعدين لي من الشباب. وجاري البحث عن أصحاب الكفاءات.. فقلت له: لماذا لا توجد لدينا آلية أو هيئة للبحث عن العباقرة من الشباب في كافة المجالات.. كما لدينا تحريات كاملة عن أصحاب السوابق وأرباب السجون؟!... فوعدني بوجود آلية للبحث عن شباب المستقبل.
بصراحة.. شعرت بالحزن لأداء معظم وزراء حكومتنا. فهو مثل فريق كرة القدم. الذي يستحوذ علي شوطي المباراة دون أن يحرز أهدافاً. بل يخرج مهزوماً بنصف دستة أهداف!!.. فالحل أن يرسل محلب وزراء حكومته إلي الإمارات للحصول علي دورة تدريبية في صورة درس خصوصي. حول تحسين الأداء الوزاري. وأنا واثق أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. نائب رئيس الدولة. رئيس مجلس الوزراء. حاكم إمارة دبي. لن يمانع في "حب مصر".
كما حزنت لعدم وجود اسم مصر في أي مجال من مجالات الاختراع. أو حتي في المسابقات التي أقيمت علي هامش القمة الحكومية. لكن الحمد لله. فبفضل علماء مصر أصبح المواطن المصري يستطيع كتابة اسم حبيبته علي "البوكسر"!!
أحسست أن مصر في قلوب قادة الإمارات. فالفريق أول محمد بن زايد. ولي عهد دبي. لم ينس في كلمته توجيه الشكر لرجال الأعمال في الإمارات علي دعمهم لمصر. ووزير الخارجية عبدالله بن زايد آل نهيان. قال لي عند مصافحتي خلال حفل الاستقبال "ربنا يحمي مصر".. والدكتور سلطان أحمد الجابر. وزير الدولة.. يحمل من الود الكثير لكل مصري.
وأختم مقالي بجملة تلخص نجاح الإمارات الشقيقة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حيث قال: "النصر وقتي. ولكن التفوق دائم".