الأهرام
مرسى عطا الله
حكاية فصيلة أرعبت الإسرائيليين !
33 ــ أود أن أضيف الى ما سجلته فى عمود سيادتكم عن حرب أكتوبر المجيدة بعض نقاط مضيئة تعطينا الأمل وتؤكد قدرتنا على مواجهات التحديات التى تواجهنا اليوم فعوامل النجاح التى تحقق بها نصر أكتوبر هى معطيات لمكونات شخصية وطبيعة المصريين والأدلة لا يمكن حصرها وأشير هنا إلى بعضها.

(1) البطولة لم تكن حكرا على أحد، كان هناك مليون مقاتل مصرى على الجبهة وثلاثين مليون مواطن مصرى كانوا ظهيراً للمقاتلين .. سجلت البطولة لأبطال حصلوا على أوسمة ونياشين وأنواط عن استحقاق لتواجدهم فى الظرف والزمان والمكان لو تواجد أى من الـ 31 مليون مصرى مكانهم لسجلت لهم البطولة (فالمصريون أبطال عندما يتم استدعاؤهم للدفاع عن ترابهم وأرضهم).

(2) شرفت أن كنت جنديا من جند مصر فى حرب أكتوبر بسلاح المدفعية قائداً لفصيلة فى سرية مدفعية مضادة للدبابات مسلحة بمدافع عيار 85 مم موديل 1938 (شاركت فى الحرب العالمية الثانية) مكونة من 6 قطع واستطاع رجال السرية صد هجوم لسرية دبابات إسرائيلية مشكلة من 11 قطعة من طراز سنتوريون وكانت وقتها أحدث دبابات القتال فى العالم ( القدرة على مواجهة التحدي).

(3) قبل الهجوم المعادى بـ 30 دقيقة وصلنا إنذار بتقدم الدبابات فسألت عدلى صليب حنا ورشاد كردوشه (أنتم خايفين ) فكان الرد ( لن يمروا إلا على أجسادنا) بينما كان رد محمد أبو زيد (رقبتى سداده) انتهت المعركة وانسحبت دبابات العدو من المعركة وسقط محمد أبو زيد شهيداً بإصابة فى رقبته أحتسبه عند الله مع النبيين والصديقين وأصيب عدلى صليب حنا.

(4) لم نستغرب أن شكلت جماعات دفن الشهداء فى كل وحدة فرعية صغرى مشكلة من ثلاثة أفراد يوم 6 أكتوبر فكنا نؤمن يقينا أنه لا بديل عن ( النصر أو الشهادة ) وأذكر أن الشهيد محمد أبو زيد كان من ضمن تشكيل جماعة دفن الشهداء.

(5) كنت أقود فصيلة أفرادها من نسيج المصريين فكان الشهيد محمد أبو زيد من أسيوط ورشاد من الشرقية وعدلى من المنيا وكمال عسران من سوهاج.. لم يبخل محمد أبو زيد بحياته ولم يبخل عدلى بدمه... إنهم المصريون.

لواء أ.ح. متقاعد محمد يوسف شعيشع

قائد فصيلة مدفعية مضادة للدبابات عام 73 برتبة ملازم

...

أظن أن هذه الرسالة تستحق أن تكون مسك الختام فى هذا العام وأكرر أسفى واعتذارى لأصحاب الرسائل والتعليقات التى لم أتمكن من نشرها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف