تعددت مفاهيم السعادة لمعرفتها فقد عرفها "أفلاطون" بأنها فضائل النفس وهي "الحكمة الشجاعة العفة والعدل" أما "أرسطو" فقد عرفها بخمسة أشياء وهي "صحة البدن سلامة الحواس الحصول علي الثروة وحسن استخدامها النجاح في العمل بتحقيق الطموحات وسلامة العقل وصحة الاعتقاد".. وهناك أسطورة قديمة تعرف السعادة بأن اجتمع الشيطان مع أعوانه وسألهم ما هي أغلي حاجة عند الإنسان ونستطيع فقده لها فقال أحدهم ثروته وقال آخر عقله وقالت شيطانة السعادة نضعها في زمردة وندفنها في الشمال أو الجنوب ويصعب الوصول لها وقالت أخري نعلم جيداً نحصل علي السعادة وندفنها في أعماق قلب الإنسان فهو لا يخطر بباله ان السعادة بداخله ودائماً يبحث عنها في الخارج!!! وعندما تنقص السعادة في حياتنا لا نشعر بها سريعاً مثل الطعام أو الشراب ولذلك يفقد الإنسان سعادته دون أن يدري بالتدريج.. وعرف المفكر د. محمد كامل حسين في كتاباته عن السعادة تتحقق بثلاث أبعاد "حب الله وهو الإيمان والاعتقاد. والمودة والقربي بين الأفراد بعضهم البعض. وحب الخير وفعله.
وأكدت الأبحاث العلمية ان الإنسان الذي يشعر بالسعادة يفرز جسمه مادة تشعره بأنه يفقد جاذبيته علي الأرض ويشعر وقت ذلك بأنه يسير علي السحاب وعندما يتحمل الإنسان المصاعب في العمل أو من أجل الوطن أو المحبوب لا يشعر بالألم لأن جسمه يفرز تلك المادة ويكون الجسم مشبعاً لدرجة زهد الأكل أو النوم رغم شدة التعب.
والسعادة في النهاية شعور بالرضا والطمأنينة وسكينة النفس وانشراح الصدر وراحة الضمير ولكنها تختلف حسب مطالب كل شخص فهي الثروة عند الفقر والشفاء عند المرض. والوصل عند العشاق. وعودة الغرباء. الحرية عند السجناء. والانصاف والعدل عند المظلومين.
والمصري دائماً يشعر بالسعادة رغم ما يمر عليه من محن فمسح يدك علي رأس يتيم تشعرك وتشعره بالسعادة. زيارة المريض. كفالة ففير. الوقوف بجانب المظلوم. الود في الضراء بين المصريين في الحروب والإرهاب والزلزال والسيول وحوادث الطرق وغيرها من المحن التي تمرعلي المصري لا يفكر بل يقترب كل من الآخر لرفع المعاناة عنه هي سمات مواطن جيناته الحضارية تساعده علي استرجاع السعادة رغم الظروف الصعبة ولهذا فرغم ما يحدث لنا إلا أن الإحصائيات أثبتت ان الشعب المصري أقل بلد في العالم في معدل "الانتحار" لانه شعب محب للسعادة حتي بعد وفاته ولذلك اتجه إلي التحنيط ودائما علي استعداد لانفاق كل ما يملك من أجل سعادته المشروعة ولهذا هو من اخترع النكتة عند المحن لاستبدال المواقف الصعبة بالسعادة حتي لو وقتية أو شكلية.