المساء
محمد فودة
تنظيم مسيحي لمحاربة داعش خطر * خطر!!

من الأخطاء الفادحة التي تمر بها المنطقة العربية في مواجهة الإرهاب أن يتشكل تنظيم مسيحي في العراق لمحاربة تنظيم "داعش" ويقوده شاب أمريكي يدعي "بريت رويالز" في بلدة "القوش" بشمال العراق. حيث قدم إليه عدد من المتطوعين المسيحيين الأجانب للتطوع في صفوف التنظيم الذي شكله.
أقول إن هذا خطأ فادح لأن تشكيل التنظيم المسيحي سيقاتل مجموعة من المتشددين والمتطرفين إسلامياً.. وهذا بلاشك سيحفز مزيداً من هؤلاء المتطرفين للتطوع مع "داعش" وهذا يعيد للأذهان الحروب الصليبية علي الوطن العربي.. ويثير الفتن بين المسلمين والمسيحيين. وعندها سيصبح الأمر في منتهي السوء!!
لا مانع أن ينضم الإخوة المسيحيين في صفوف الدول العربية التي تقاتل "داعش" والمنظمات الإرهابية الأخري بشرط ألا يأتي أجانب مسيحيون من دول أخري لهذا الغرض.. فأبناء هذه الدول التي تحارب التطرف بمسلميها ومسيحييها الوطنيين قادرة بعون الله علي استئصالهم والقضاء عليهم.
الأنباء ذكرت أن "بريت رويالز" كان قد خدم في الجيش الأمريكي ببغداد ما بين عامي 2006 و2007 ثم عاد حالياً للعراق للقتال في صفوف فصيل "دويخ ناوشا" وهي عبارة باللغة السريالية معناها "فداء النفس".
ويعد "بريت رويالز" الذي يبلغ من العمر 28 عاماً نموذجاً لعدد من الأجانب قدموا للقتال في صفوف مجموعات مماثلة بدأت تنشأ في شمال العراق بشكل محدود.
وباعترافه هو شخصياً يقول إنه "صليبي" وأنه يدرب عناصر الفصيل المسيحي في قاعدة بمدينة "دهوك" في إقليم كردستان.. وقد رسم علي ذراعه اليسري رشاشاً وعلي اليمني السيد المسيح علي رأسه إكليل من الغار.. ويضيف: نحن نقاتل هنا من أجل أن يكون الناس أحراراً في العيش بسلام من دون اضطهاد. ومن أجل أن تبقي أجراس الكنيسة تقرع!!
ويؤكد بريت مرة أخري أنه يسعي - حسب قوله - لتشكيل "كتيبة من المقاتلين الأجانب"!! وقد استقطب خمسة متطوعين من أمريكا وبريطانيا وكندا. وجميعهم من ذوي الخبرة العسكرية.. ويقول إن الاهتمام بالقدوم إلي العراق يتزايد. وثمة 20 مقاتلاً يتأهبون للحضور إليها!!
لو اشتد عود التنظيم المسيحي وبدأ الأجانب يتوافدون علي العراق ودارت معارك قتالية بينهم من جهة وبين المتطرفين الإسلاميين من جهة أخري. يمكن أن يقودنا ذلك إلي مواجهة مسيحية مع مواجهة إسلامية متكررة وتصبح الأرض العربية منقسمة بين هؤلاء وأولئك.
فما بالك لو انضم إلي فريق المسيحيين أعداد كبيرة بقصد الدفاع عن إخوانهم في الأراضي العربية وقابلها من الجهة الأخري أعداد هائلة تنضم إلي "الداعشيين" سوف تنقلب الأوضاع رأساً علي عقب. وحينئذ تعم الفوضي غير الخلاقة التي تجتاح المنطقة.
إننا نقول للإخوة المسيحيين في الوطن العربي انضموا إلي إخوانكم المسلمين الذين يحاربون التطرف وارفضوا الأجانب الذين يرغبون في القتال معكم. حتي تبقي أجراس كنائسكم تقرع وتعيشون في سلام مع إخوانكم المسلمين الذين يؤمنون بوسطية الإسلام وبسماحة هذا الدين.. فكلنا أبناء أوطان واحدة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف