الآن أدركت السبب الرئيسي لانخفاض نسبة التصويت في المرحلة الاولي للانتخابات البرلمانية. فمع بدء الدعاية للمرشحين في المرحلة الثانية، التي تشمل القاهرة والوجه البحري، وجدت نفسي حائرا، أمام لافتات دعاية تحمل اسماء مجهولة. مجرد أسماء لاأعرف عنها شيئا. ولأنني مصر علي المشاركة في التصويت كواجب وطني، احاول جاهدا جمع معلومات عن المرشحين في دائرتي بكل الوسائل الممكنة . واذا فشلت، سأجد نفسي مضطرا لتطبيق لعبة «حادي بادي» وكل مرشح وحظه!
الأمر محير فعلا، خاصة في مدينة كبيرة مثل القاهرة ، لاتتشكل فيها الكتل التصويتية علي عائلات او قبائل ، ولايعرف سكانها بعضهم بعضا. واظن ان الحيرة لاتتملكني وحدي، بدليل انني افاجأ بسؤال مكرر من جيراني، في الاسانسير او امام العمارة: ننتخب مين ؟ وبالطبع لا أجد ردا سوي الابتسامة واقناع السائل بان يبحث بنفسه عن المرشح الذي يراه مناسبا. فيكون الرد: ربنا يولي من يصلح.
انني احمل المرشحين واللجنة العليا للانتخابات مسئولية هذه الحيرة. فالفترة المخصصة للدعاية غير كافية، اضافة الي ان المرشحين لم يكلفوا انفسهم عناء تعريف الناخبين بسيرتهم الذاتية، والاكتفاء بتعليق لافتات تحمل اسماءهم وصورهم، وكأن هذا يكفي لاقناع الناخبين بالتصويت لهذا دون ذاك! هل اختار فلانا الاصلع الذي يبدو من صورته انه فوق السبعين؟ ام الشاب الكاجوال أبو ضحكة جنان؟ أم صاحبة الوجه النسائي الصبوح.. ذات العيون الخضراء؟
نصيحتي للمرشحين.. سارعوا بتعريف الناخبين بأنفسكم.. تاريخكم.. احلامكم.. وبرامجكم، والا سنجد أنفسنا امام برلمان يضم نوابا بالصدفة، أي برلمان «حادي بادي»!! وهو مالانتمناه.