لا أعداء ولا أصدقاء لأمريكا وإنما مصالح تتغير وتتناقض وفقا لطبيعة الأحداث.. ويخطئ كل من يعتقد أن سياسة واشنطن تجاه الأحداث في مصر قد تغيرت أو تبدلت.
الحقيقة تؤكد ان هناك حالة من الارتباك الواضح في تعاملات أمريكا، بسبب الزخم الهائل والشعبية الجارفة التي يتمتع بها الرئيس عبدالفتاح السيسي والتي جعلت الساسة الأمريكيين علي قناعة كاملة بأن العداء له يعني العداء مع الشعب المصري كله.
من هنا بدأت واشنطن سياسة جديدة تجاه مصر وقيادتها دون ان تدرك فطنة وذكاء هذه القيادة تجاه محاولات احتواء مصر أو دخولها في محاور تحقق سياستها.
فتحت شعار مواجهة الحركات الإرهابية أو ما يطلقون عليه اسم الخلافة الإسلامية تسعي واشنطن لتحقيق كل الأهداف التي فشلت فيها خلال الفترة الماضية فيما يتعلق بدخول مصر إلي دائرة صراع اقليمي يؤدي في النهاية إلي تقويض قوتها وتماسك جيشها واصطفاف شعبها وراء قيادته وهي الأهداف التي فشلت عندما قام الشعب المصري بأروع ثوراته في ٣٠ يونيو.
لاشك ان نظرة واحدة علي كل حدود مصر تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان هناك محاولات مستميتة من كل قوي الشر لخلق حالة من البلبلة والصراع تؤدي لانشغال مصر عن استكمال خطتها لبناء المستقبل والتي بدأت بالفعل في أنحاء عديدة من ربوع مصر سواء في مشروع القناة أو إعادة تحديث وتوسيع البنية الأساسية. تجربة مصر في البناء بالتزامن مع حربها ضد الإرهاب والعنف والتطرف. وطبيعي أن تبدأ أمريكا محاولة الوقيعة بين مصر وروسيا وخاصة بعد النجاح الكبير الذي حققناه في مجال كسر احتكار السلاح.
بناء علاقات قوية ومتميزة مع روسيا أزعج واشنطن خاصة مع المواقف الواضحة التي اتخذتها مصر تجاه الأشقاء السوريين والذي يتشابه لحد كبير مع الموقف الروسي تجاه الأزمة في سوريا.
وكم أرجو ألا يكون حادث الطائرة الروسية جزءا من المؤامرة علي مصر وكسر شوكتها وإيقاف جهودها لتحسين الاقتصاد وتحقيق طموحات شعبها. كل خطوة ستخطوها مصر للأمام سيكون أمامها ألف خطوة وخطوة لإعاقتها وعودتها للخلف.