وفي هذا الحديث سأل الوزير بوضوح ماذا يعيب النواوي، قلت له الكثير واهمه انه اخواني الهوي، واتفقنا علي لقاء نتحدث فيه تفصيليا
ليس هناك سبب مقبول لاصرار وزير الاتصالات علي اعادة محمد النواوي لرئاسة الشركة المصرية للاتصالات سوي أنه يتعاطف مع الإخوان أو علي الأقل لا يشارك أغلبية الشعب في رفضه لسيطرة الإخوان علي مؤسساتنا وشركاتنا ومرافقنا. لانهم يعملون علي تخريبها وتدميرها.. وبذلك فإن الوزير يتحدي الشعب باصراره علي اعادة النواوي إلي رئاسة الشركة المصرية للاتصالات، وهو ما افصح عنه في لقاء تليفزيوني مع الإعلامي خيري رمضان، بعد ان اعاد اثنين من مساعديه المقربين له إلي موقعهما في الشركة.
أقول ذلك لانني متأكد ان السيد وزير الاتصالات ياسر القاضي يعرف ان محمد النواوي اخواني الهوي. وكان مشاركا رئيسيا في الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي أبوالفتوح.. فقد تسلم من سلفه خالد نجم تقريرا لجهاز الأمن الوطني يؤكد أن النواوي اخواني.. وحتي لو أنكر السيد الوزير ذلك فقد سبق أن أبلغته أنا شخصيا به ثلاث مرات المرة الأولي حينما كتبت فور التغيير الوزاري الأخير وتوليه مسئولية وزارة الاتصالات مقالا هنا في هذا المكان وصفه هو بأنه تحذير له من تعيين النواوي رئيسا للشركة المصرية للاتصالات.. وفي مساء يوم نشر المقال اتصل بي الزميل غالي محمد رئيس مجلس ادارة دار الهلال ليبلغني انه برفقه الوزير في احتفال اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية وأنه يطلب التحدث معي تليفونيا، وفي هذا الحديث سأل الوزير بوضوح ماذا يعيب النواوي، قلت له الكثير واهمه انه اخواني الهوي، واتفقنا علي لقاء نتحدث فيه تفصيليا، وبعدها اعطي التليفون للصديقين الدكتور مصطفي الفقي ويوسف القعيد اللذين كانا برفقته أيضا.
وفي اللقاء الذي شاركني فيه الصديق علي هاشم وامتد لنحو ساعة ونصف في مكتب الوزير بالمهندسين قلنا له أن هيئة الأمن القومي اتفقت مع الأمن الوطني أن النواوي اخواني الهوي وسبق ان حذرا منه كل من سبق معالي الوزير في منصب وزير الاتصالات ابتداء من الوزير محمد سالم وحتي خلفه الوزير خالد نجم.. وخلال اللقاء انكر الوزير ياسر القاضي انه يفكر في اعادة النواوي إلي رئاسة الشركة مثلما انكر أنه يعرف أن عددا من قادة الشركة يتجاوز ما يتقاضاه الواحد منهم المليوني جنيه في السنة، رغم ان قبلها بيوم واحد قال لأحد من التقاهم انه ينوي تخفيض هذه الرواتب إلي عشرة امثال الحد الاقصي للاجور!
ولكن رغم انكار الوزير الا انني فور انتهاء اللقاء مع الوزير قلت للصديق علي هاشم ونحن نغادر لست مطمئنا لما قاله لنا الوزير وهو سوف يتحين الفرصة لاعادة النواوي إلي رئاسة الشركة المصرية للاتصالات فقد احسست انه يضمر ذلك حينما لم يستطع اخفاء تعاطفه مع النواوي، الذي افصح عنه بشكل صريح في لقائه مع الإعلامي خيري رمضان حينما وصفه بأنه كفاءة، وكأن مصر قد خلت من الكفاءات الاخري، وكأن تراجع ارباح الشركة قد صار دليلا علي الكفاءة!
وقد جاءت الفرصة للوزير بمساعدة عضو مهم في مجلس ادارة الشركة المصرية للاتصالات وتمثلت في تقرير للرقابة الادارية لم يتضمن اشارة إلي اخوانية النواوي، وهذا مفهوم بالطبع لان الرقابة الادارية لا تهتم عادة بالامور السياسية، وانما تهتم بالامور أو المخالفات المالية، وحتي لو أرادت أن تهتم بالأمور السياسية لن تكون متخصصة فيها.. مثل كل من هيئة الأمن القومي وجهاز الامن الوطني.. ولو كان السيد الوزير ليس مصرا علي اعادة النواوي إلي رئاسة المصرية للاتصالات لقام هو شخصيا بسؤال كل من هيئة الأمن القومي وجهاز الامن الوطني.. لكنه لم يفعل ذلك رغم انه ابلغنا في اللقاء معنا انه سوف يقوم بذلك تلقائيا اذا فكر في تعيين رئيس جديد للمصرية للاتصالات.
اذن هناك سبق اصرار وترصد من قبل السيد الوزير علي اعادة النواوي إلي منصبه.. وهكذا الوزير يتحدي مشاعر شعب انتفض غاضبا وثائرا ضد حكم الإخوان، ويرفض تسليم قيادة مؤسساتنا.. وشركاتنا ومرافقنا للعناصر الاخوانية والمتعاطفين معها.. فكيف نتركه ليفعل ذلك؟!