محمد الهوارى
العمـــــــــــــــالة والصراعات المسلحة
كيف يسعي المصريون للسفر إلي الدول التي تشتد فيها الصراعات المسلحة.. لقد تم إخلاء المصريين من ليبيا من قبل ولكن أعداد كبيرة ممن أعادتهم الدولة إلي مصر عادوا مرة أخري إلي ليبيا رغم ازدياد طغيان الميليشيات المسلحة وضعف قبضة السلطة الشرعية واستمرار دعم جماعات التطرف بالسلاح من جانب بعض الدول الداعمة للإرهاب.
إن المصريين الذين يذهبون إلي ليبيا والعراق وسوريا واليمن وهي بلدان تعاني من الصراعات المسلحة.. يذهبون إلي الموت كالانتحاريين.. فهل الرزق لا يوجد إلا في هذه المناطق؟ ولماذا لا يقوم رجال الأعمال والمستثمرون المحليون بإقامة مشروعات جديدة تستوعب هذه العمالة.. فمصر في حاجة للبناء والتنمية.. ولا يمكن للحكومة أن تقوم بذلك خاصة أن القطاع الخاص يسيطر علي ٨٠٪ من النشاط الاقتصادي، فالدولة مهمتها الرئيسية في بناء وتجهيز البنية الأساسية والقطاع الخاص مسئول عن ضخ الاستثمارات في مشروعات جديدة تستوعب المزيد من العمالة خاصة في المشروعات المنتجة التي تحقق قيمة مضافة للإنتاج القومي وأيضاً التصدير.
إننا نريد توفير المزيد من فرص العمل لأبنائنا، لذا فإن تأهيل العمالة يجب أن يكون في صدارة اهتمامات الدولة.. أيضاً تطوير التعليم الفني والتوسع في إنشاء المدارس الثانوية الصناعية ومراكز التدريب المهني وتزويدها بالمعدات الحديثة وتجهيز المدربين اللازمين لذلك.
إن القطاع الخاص بما يتحمله من مسئولية وطنية وقومية عليه أن يتوسع في إنشاء المشروعات الجديدة وعلي الحكومة أن توفر له المناخ الملائم لذلك.. وعلي العمالة المصرية أن تكون أكثر استجابة للعمل والعطاء بدلاً من أن تذهب بنفسها إلي الموت في مناطق الصراعات المسلحة.