المساء
محمد جبريل
سوريا.. متي تعود إلي شعبها ؟
لو أن النظام السوري وفصائل المعارضة جلسوا إلي طاولة المفاوضات. منذ الأيام الأولي لنشوب الصراع.. هل كان الحال يصل إلي المشهد القاسي. الحالي. من قتل عشرات الآلاف من المواطنين. وهجرة الملايين فراراً من بشاعة المعارك. والدمار. وتقويض الاقتصاد. وإضعاف القدرات العسكرية. وتشويه كل ما يتصل بحياة الناس. حتي المواضع الأثرية التي تعد كنوزاً للحضارة الإسلامية والعربية. نهبت. ودمر ما يصعب سرقته.. انتهي الصراع إلي هزيمة قاسية لكل الأطراف. وهي هزيمة - بالقطع- للوطن نفسه.
لم يستطع النظام أن يقضي علي المعارضة ولم تفلح المعارضة في إزاحة النظام. ما بقي هو الموت والدمار والتشريد وتقويض القوة العسكرية السورية التي أثق أنها كانت الهدف الأهم للمتآمرين خارج الحدود ركب الجميع رؤوسهم علي حساب الوطن في بدايات الصراع.. كان علي النظام أن ينصت إلي وجهة النظر المعارضة ويتخذ القرارات التي تتفهم إرادة الشعب. لكنه لجأ إلي التعامل بالسلاح ضد المظاهرات التي اقتصرت - لفترة طويلة- علي الهتاف بالأغنيات والرقص.
أما فصائل المعارضة فإنها لجأت إلي قوي أجنبية لدعمها في الحرب ضد النظام. وجدت تلك القوي مجالاً لنسج مؤامراتها في دعم الفصائل المسلحة. كما وجدت الجماعات الارهابية في الصراع الدموي فرصة للاقتحام. فقاتلت كل الأطراف. ومارست أبشع صور العنف ضد المواطنين. بما دفعهم للفرار والنزوح من مدنهم وقراهم. وركوب البحر بحثاً عن النجاة التي قد يواجهون نقيضها.
تحولت سوريا إلي ساحة حرب للعديد من الدول. وصارت سماؤها متاحة للطائرة الروسية والغربية. تقذف بصوراريخها وقنابلها ما تري أنه معسكرات للإرهاب وتدمر - في القوت نفسه - بلداً جميلاً تحول ثلث مواطنيه إلي لاجئين في دول أوروبا.
أحزنني النبأ الذي تحدث عن مناورات مشتركة بين الطيارين الروس والأمريكان في سماء سوريا وجدوا في السماء المستباحة مجالا لمناوراتهم المشتركة.
مصيبة!
إذا جري الاتفاق علي إيقاف المعارك. وإعادة الاستقرار الغائب فإن الخطوةالتالية - في تقديري- هي إبعاد قادة الصراع خارج الحياة السورية. فضلا عن تقديم من يدان بجرائم إلي المحاكمة.
حكم سوريا يجب أن يعود إلي الشعب السوري بانتخابات حرة. تقصي من شارك- بالتآمر أو الصمت - في المأساة التي دفع المواطنون السوريون أرواحهم وأمن بلادهم ثمنا لها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف