لست مع هؤلاء الذين يرون أن هذا الوقت ليس وقت انتخابات.. ومولد الانتخابات.. واختلاط الحابل بالنابل.. وهيصة وسرادقات ومقار انتخابية في كل مكان.. والعدو متربص بنا هنا وهناك.. من الداخل والخارج.
ثم في الوقت الذي انشغل الناس بما يسمونه بالتحالفات والتكتلات.. والصراع بين بعض الاحزاب والجمعيات.. كان فلول النظام السابق سواء من جماعة مبارك أو الجماعة الإرهابية الذين لهم دوائر نجحوا من خلالها سنوات عديدة.. هؤلاء استعدوا للمعركة الانتخابية من زمن بعيد في الوقت الذي كانت تبحث الجماعات الوطنية الحقيقية عن دوائر جديدة عليهم.. ورغم كل هذا.
رغم كل هذا وهو كلام صادق وصريح وحقيقي لابد أن نمضي في الطريق.. لا تأجيل ولا إلغاء.. لا نريد أن نتراجع عن أي خطوة سرناها للامام.. ومن وجهة نظري نتيجة هذه الانتخابات مفيدة جدا لنا.. سنكشف هؤلاء المختبئين في الذرة!!!... ستظهر الفلول تحت القبة.. وهذا مكسب كبير لثورتي 25 و..30 سنعرف بالتحديد هؤلاء الذين سرقوا البلد.. وهؤلاء المنتمين للجماعة الإرهابية دون أن ندري.. ونحن لا نخشاهم.. هؤلاء سيواجهون شعبا يعشق قيادته.. ومشروعات عملاقة ستنقل البلد بإذن الله تعالي إلي مصاف النمور الاقتصادية.. هؤلاء المتحمسين لدخول البرلمان من أجل المعارضة لا اكثر سنكسر أنفهم ونذل كبرياءهم حينما تجري السفن فوق مياه القناة الجديدة.. وهناك قصة قديمة.
* * *
أحمد حسنين كبير الياورين كان قد تعهد للملك فاروق علي إضعاف الوفد صاحب الأغلبية الدائمة في البرلمان... فأخذ يغري رموز الوفد الكبار بالمناصب الكبري وامتيازات لا حد لها.. فأخرج نجيب الهلالي باشا من الوفد وأوفي حسنين باشا بعهده معه فتولي رئاسة الوزارة يوما.. ففشل تماما لانه اساسا غير مؤهل للمنصب فضلا عن ضبط ابنه كأحد أهم رجال الاتحاد السوفيتي في مصر الذين يعملون تحت الأرض.. ويطبع منشوراته في بدروم رئيس الوزراء!!!! قال الهلالي باشا يومها : "النحاس باشا يا جماعة فيه شيء لله.. لا يعاديه أحد إلا ويفشل وينفضح"!!!
اعتبر أحمد باشا حسنين أن صفقة خروج مكرم عبيد باشا ذراع النحاس اليمين من الوفد هي الصفقة الرابحة القاتلة المزلزلة لكيان النحاس والوفد.. وبالفعل ألف مكرم باشا "الكتاب الأسود" الذي يحوي كما اعتقد فضائح النحاس واسرته.. فاذا بالنحاس باشا يصر علي مناقشة ما ورد في الكتاب تحت قبة البرلمان قصة قصة بالمستندات.. ولعل أهم هذه القصص ما كتبه عن زوجة النحاس زينب هانم الوكيل التي كان زوجات سفراء مصر في لندن يرسلن لها ملابسها وما يلزمها من هناك.. فطلب النحاس باشا حضور سفير مصر من لندن وكذا كبير موظفي جمرك المطار للشهادة أمام مجلس النواب وكانت المفاجأة الأكبر حضور النحاس ومعه بالطو فرير.. أتضح أن هذا البالطو هو كل ما ارسلته السفارة من لندن ودفع أحمد السقا سكرتير النحاس الجمارك رغم معارضة رئيس الجمارك الذي اتصل به النحاس تليفونيا ورجاه أن يقبل الرسوم المطلوبة "لو كنت وفديا بحق وتحبني"... وصفق المجلس طويلا رغم أنه مجلس معارض وتم طرد مكرم باشا من المجلس لاول وآخر واقعة من نوعها في البرلمان الذي بدأ في مايو 1924!!! وان كنت متوقعا نفس الحكاية مع احمد عز.
* * *
عفوا.. نحن لا نخشي أحدا.. نرحب بالمعارضة.. ونرحب بأي كلام فارغ يقال بلا سند أو حقيقة.. نرحب بكل موتور أو حاقد أو مأجور أو كاذب.. أو... أو... بغبغان يقول ما يملي عليه من الخارج أو الداخل.. إذا اراد الله أن يظهر الحقيقة اتاح لها لسان حسود.