المساء
محمد جبريل
حتي لا نهدر مياه النيل !
أعلن حسام مغازي وزير الري المصري أن عمليات البناء في سد النهضة الأثيوبي تمضي بصورة أسرع من المفاوضات التي تدور حول السد: جدواه. ومدي تأثيره علي دول المصب. وهل يؤثر بالفعل علي نصيب مصر من مياه النهر؟
أخشي أن المسئولين الأثيوبيين يسعون لتكرار النهج الإسرائيلي الذي جعل التفاوض خطاً موازياً. بطيئاً. للاستيلاء علي مزيد من الأرض. والتوسع.
منذ مفاوضات الهدنة في دودس 1946 زادت إسرائيل من مستوطناتها. ومن الاستيلاء علي أراض عربية. وحين تولت قيادة منظمة التحرير مسئولية النضال الفلسطيني. بدأت لعبة التفاوض. ولم تصل حتي الآن إلي نهاية. أشبه بساقية جحا الشهيرة!
لا أعرف إن ظل الخلاف قائماً بين المكاتب الاستشارية الغربية التي تدرس المشروع. وهل تضيف الدراسة شيئاً إن أتمت أثيوبيا بناء السد؟
حتي الآن. فإن المفاوضات دائرة بين أثيوبيا ودول حوض النيل. معدلاتها- حسب تعبير حسام مغازي- أبطأ بكثير من معدلات التشييد.
طرحت أثيوبيا مشروعها عملياً بالاستمرار في عمليات البناء. واقتصر دور حوض النيل علي الدوران في ساقية جحا. بينما يواصل الخبراء الغربيون خلافاتهم التي تناقش جدوي مشروع أوشك علي الاكتمال.
لماذا لا تتجاوز مصر ذلك كله. وتطرح أوراقها؟
الثابت علمياً أن نسبة هائلة من مياه النيل تهدر بلا فائدة. وأنه لو أحسن استغلالها بوسائل علمية. فلن تضار دولة واحدة من دول حوض النيل.
لماذا الاقتصار علي بناء السد دون النظر الي الوسائل العلمية التي تحافظ علي مياه النهر من الضياع. سواء بالتبخر. أو بإساءة استخدامه. أو بالنباتات التي لم نحسن استغلالها. مثل ورد النيل؟
الفعل يجب ان يتغلب علي رد الفعل. ليس بالمعني الذي ناقشه مسئولو الرئاسة السابقة. فطالبوا بالويل والثبور وعظائم الأمور. وإنما بتقديم مشروعات العلماء وخبراء الري حول الاستفادة من مياه النيل بوسائل علمية. دون هدر. وسد احتياجات دول حوض النيل دون أن تستأثر دولة المنبع- رغم الإسراع في عملية بناء السد- بمياه النهر. بينما يتحول النيل. شريان الجسد المصري. إلي سراب!
التقارير تشير إلي تدبيرات إسرئيل وراء إنشاء سد النهضة. رغم الاتفاقات ومعاهدات السلام. وهو ما قد ترفضه- إفريقياً- دولة أثيوبيا في السد الذي يأتي بالدمار لدول شقيقة.
قبل أن تنتهي المفاوضات إلي واقع اكتمال السد الأثيوبي. فإن علينا أن نقدم مشروعاتنا التي تستهدف توفير المياه لدول حوض النهر. من المنبع إلي المصب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف