محمد نور الدين
الأعداء.. أشكال وألوان..!!
اتسعت دائرة أعداء الوطن.. ولم تعد تقتصر علي أولئك الفريق يشهرون السلاح في وجه الجندي المصري.. أو تلك المجموعة من الدول التي تناصب مصر العداء وتحمل لها الكراهية.. وتتحالف وتتآمر لإسقاط الدولة وإضعاف الوطن.
بل امتدت لتشمل فئات عديدة وتيارات جامحة.. ولتضم أصوات حزبية وشبابية وسياسية.. خلعت رداء الوطنية.. وتفرغت أحاسيس الولاء والانتماء.. واتجهت للاضرار والافساد.. مع إنهم مازالوا يحملون الجنسية المصرية..!
بدون اتفاق وبلا تنسيق ارتدت تلك الاصوات وهذه النوعيات عباءات العداوة علي مختلف أشكالها وألوانها.. وتحولت إلي معاول هدم دون أن تدري غالبيتها إنهم ينالون من استقرار الوطن.. ويضربون السلام الاجتماعي.. وينحزون في دعائم والحائز الاصلاح والبناء.. ويحدثون الانقسام والفرقة بين أبناء الوطن الواحد.. وكأنهم يصرون علي انتهاج طريق الغدر والخيانة ضد البلد الغالي..!!
"فتان".. كل اعلامي.. يتجاوز الخطوط الحمراء.. ويظن في نفسه الواصي والقيم علي الشعب.. دائماً لا يري إلا السواد.. ناكراً للانجازات والنجاحات.. ساعياً للاثارة والتهيج.. داعياً للاحباط والتضليل.. مروجاً للانفلات والتسيب.. مستهدفاً خرق القيم والقصائد..!!
"شرير".. أي صوت حزبي أو شبابي.. يأبي التكافل ويرفض التلاحم.. ويعادي جيش بلده.. ويتفرغ لتشويه السمعة وإضاعة الهيبة.. ويستقوي بأعداء الخارج.. متوسلاً اليهم التدخل بكافة الطرق والوسائل.. لاسقاط الدولة وهدم مؤسساتها..!!
"خائن".. أي شامت وحاقد.. يتراقص فرحاً مع أي أزمة يتعرض لها الوطن.. ويموت نكداً أو حزناً مع كل انجاز وانتصار تحققه السياسة الرشيدة. والادارة الحكيمة. والعقلية المصرية المخلصة..!!
"غدار".. زي رجل أعمال.. يتسم بالانا والنرجسية.. لا يهم إلا مصلحته وزيادة رصيده.. رافضا مديد العون لاشقائه وأمله ووطنه.. ضارباً بالصالح القومي عرض الحائط.. وكذلك كل تاجر يتلاعب بقوت الشعب.. ويشارك في مضاعفة المعاناة والمشقة.. ويكيل الهموم فوق رؤوس البسطاء والغلابة..!!
"هدام".. كل مسئول أهمل أساسيات مهامه.. وتقاعس عن اداء الواجب وساهم في الحاق الاضرار والخسائر بمصالح المواطنين .. وعاون بتخاذله وتكاسله في ازهاق أرواح أبرياء.. وحنث القسم والعهد.. وانشغل بالاستمتاع بمزايا المنصب ونفوذه..!!
"جاحد".. أي موظف يعرقل المراكب السايرة.. وكل عامل يعطل آلته.. وأي فلاح يهجر أرضه.. وكل مدرس يبيع ذمته.. وكل مهني يتقاعس عن اداء واجبه.. ويقف حجر عثرة أمام العمل والانتاج.. ويكتفي ببالاعتراض والاحتجاج والمطالبة بحقوقه وحوافزه.. قبل أن يجد ويجتهد ويرضي ضميره..!!
لقد اشتدت المعركة شراسة.. ولم يعد هناك بد من الاستنفار وشحذ الهمم واستحضار القوي والعزائم.. ونفض غبار التكاسل والتواكل.. وصم الاذان أمام دعوات الهدم والانقسام.. لاسيما وأن حجم المؤامرات التي تحاك ضد الوطن.. أخطر وأكثر ضراوة.. يضاعف من خطورتها حملات التشكيك والاحباط التي يشنها أعضاء الطابور الخامس.. وبالتالي يستلزم الامر الصحوة الكبري.. واليقظة التامة.. والمواجهة الشاملة.. ويستوجب العمل الجاد. والعطاء اللامحدود. وإعلاء المصلحة العامة والقومية.. واتباع طريق الايثار والغيرية.. ويستدعي التضامن والتلاحم والاصطاف والالتفاف حول القيادة.. لوأد المخططات والمؤمرات.. والانتصار علي دعاوي الفوضي والانقسام.. ومن أجل أن تبقي مصر الدولة الوطنية الآبية.. درع العروبة.. منارة الاسلام.. حصن الامان والاستقرار.