الجمهورية
احمد الشامى
الطائرة "المنكوبة".. والمؤامرة "المفضوحة"
دخل الصراع بين روسيا والغرب مرحلة خطيرة وبدأت حرب باردة جديدة. لكن هذه المرة ستكون علي أرض الشرق الأوسط. إذ يحاول كل طرف توجيه ضربات قاضية للآخر لفرض سيطرته علي المنطقة عبر المعركة الدائرة في سوريا. خصوصاً بعد أن وضع القيصر الروسي فلاديمير بوتين العالم كله أمام الأمر الواقع بالإصرار علي قيادة الحرب علي "داعش" مازاد من الموقف اشتعالاً. فأمريكا وحلفاؤها يلوحون ببعض الأوراق التي يعتقدون أنها ستضر إن عاجلاً أو آجلاً بموسكو ومن يدعمها في الحرب علي الإرهاب. ولما كانت "الحرب الباردة" بدأت بين أمريكا والاتحاد السوفيتي "سابقاً" في منتصف الأربعينيات عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية حتي النصف الثاني من الثمانينات. عندما أدت ضغوط الغرب علي رئيس الاتحاد السوفيتي ميخائيل جورباتشوف إلي انهياره عام 1991 تاركاً أمريكا القوة العظمي الوحيدة في عالم أحادي القطب. لذا مازالت واشنطن تسعي لأن تظل القوة المهيمنة علي العالم. حتي وإن كان ذلك عبر مؤامرة مفضوحة.
لم يكن غريباً أن تزعم المخابرات الأمريكية أن لديها معلومات تفيد بأن الطائرة الروسية المنكوبة سقطت فوق سيناء بقنبلة زرعها "داعش" داخلها قبل إقلاعها من مطار شرم الشيخ. ورغم تأكيد وزير الخارجية الأمريكية جون كيري أن هذه المعلومات غير مؤكدة. إلا أن حليفتها لندن أسرعت بالترويج لها وقررت سحب السائحين البريطانيين من شرم الشيخ وبعدها أوقفت العديد من الدول الأوروبية ومنها روسيا رحلاتها إلي المدينة السياحية. ولم يكن قفز واشنطن ولندن إلي هذه النتائج قبل انتهاء التحقيق الرسمي من قبيل المصادفة كما يظن البعض. فالمهم أن تحقق الدولتان وحلفاؤهما خصوصاً جماعة الإخوان الإرهابية بتخطيط محمد البرادعي مكاسب سياسية واقتصادية من الحادث في إطار الحرب الباردة الدائرة حالياً. أولاً بالضغط علي روسيا لمنعها من مواصلة حربها علي إرهاب "داعش" وإحراج بوتين داخلياً لسحب السائحين الروس من مصر. وثانياً إبراء ذمة الشركة الفرنسية المصنعة للطائرة والإدعاء بأن سبب الحادث ليس فنياً لعدم دفع التعويضات لأهالي الضحايا. فضلاً عن ضرب السياحة في مصر في ذروتها وتغيير وجهتها إلي دول أخري لفرض حصار علينا..ولم تتوقف المؤامرة عند هذا الحد بل زعمت المخابرات البريطانية والأمريكية أن التسجيلات التي تم الحصول عليها نتيجة لتحليل صوتي من أحد الصندوقين الأسودين كشف عن وقوع انفجار داخل الطائرة الروسية ما تسبب في سقوطها في الحال. وقال مسئولو مخابرات غربية أن جواسيس بريطانيين وأمريكيين التقطوا "دردشة" من أشخاص يشتبه بأنهم متشددون تنبيء باحتمال أن قنبلة ربما تكون مخبأة في مخزن الأمتعة هي سبب الحادث. والغريب أن واشنطن ولندن لم تكشفا للحكومة المصرية كيفية الحصول علي هذه المعلومات من الصندوقين الأسودين الموجودين في مصر. رغم أن اللجنة المشكلة للتحقيق مازالت في مرحلة جمع المعلومات. أو كيفية التفاط هذه "الدردشة" وما إذا كانت قد حدثت في مصر أو أوروبا. وفي حال كانت في مصر لماذا لم يظهروا لنا كيف يتنصتون علي لمواقع الالكترونية أو المكالمات التليفونية في بلدنا ومن أعطاهم هذا الحق. لدرجة أنهم يرفضون تزويدنا بالمعلومات التي توصلوا إليها لفحصها والتأكد من صدقيتها خوفاً من كشف مؤامرتهم.
وأقول لكم إن مصر كانت منذ عشرات السنين وستظل الصخرة التي تتحطم عليها المؤامرات والأطماع الأوروبية والأمريكية التي تتم بالتنسيق مع تنظيم الإخوان الإرهابي بهدف تقسيم منطقة الشرق الأوسط. وليس سراً أن ظهور محمد البرادعي. عبر وسائل التواصل الاجتماعي أخيراً كان ضمن المؤامرة المفضوحة. إذ يسعي إلي التنسيق مع أعضاء التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية بمشاركة المخابرات الأمريكية. والبريطانية والتركية لعقد اجتماعات خارج مصر مع عدد من شباب الإخوان لحثهم علي التظاهر ضد الرئيس عبدالفتاح السيسي سعياً لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. أو العمل علي تآكل شعبيته لعدم انتخابه مرة أخري بعد فترته الرئاسية الأولي ليكون الباب مفتوحاً أمامهم للعودة من جديد. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي صريحاً وواضحاً كعادته عندما تحدث مع أعضاء من مجلسي العموم واللوردات ببريطانيا أثناء زيارته إلي لندن قائلاً: "إن مصر لن تعود لوراء". وهذا يدفعنا إلي السؤال الأهم ماذا تريد إنجلترا وأمريكا ولماذا كل هذه الهرولة في نقل سائحيهم من شرم الشيخ فجأة ما أدي إلي إحداث حالة من القلق بين الزائرين كافة حتي العرب منهم؟ انها المؤامرة لضرب الاقتصاد المصري. لكننا قادرون علي إحباطها بتلاحمنا والمبادرات التي يطلقها أبناء وطننالدعم السياحة مهما كانت بساطتها وآخرها "أنا رايح شرم".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف