بسيونى الحلوانى
النادي الأهلي والغرام التركي
في الوقت الذي تسعي فيه كل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في مصر لترشيد انفاق العملات الأجنبية لمواجهة التداعيات الناجمة عن هجرة السياح الأجانب.. قرر النادي الأهلي إرسال المشرف العام علي الكرة عبدالعزيز الشافعي ومدير الكرة سيد عبدالحفيظ ليستجما في اسطنبول وليتعاقدا علي ملابس لكل فرق النادي الأهلي بمئات الآلاف من الدولارات.
لم يقدم النادي الأهلي تبريراً مقنعاً: لماذا الشراء من تركيا في هذا التوقيت؟ ولماذا لم يتفق مع إحدي الشركات المصرية أو العالمية العاملة في مصر لشراء ملابس للاعبين بالعملة المصرية؟.. ولماذا تجاهل أننا نعيش قطيعة سياسية واقتصادية وشعبية مع تركيا بسبب مواقفها العدائية من مصر ومخططاتها لضرب الاستقرار في بلادنا ودعمها لكل العناصر الشاردة وإيوائها لمعظم الهاربين وإعطائهم كل الفرص ليشيعوا الأكاذيب عن الأوضاع في مصر؟.
وإذا كان التجار "الإخوان" وراء إغراق الأسواق المصرية بالمنتجات التركية التي أصبحت تشبه في غزارتها وتنوعها المنتجات الصينية فينبغي الآن اتخاذ موقف شعبي من كل ما هو تركي حتي تعود القيادة التركية إلي رشدها وتحترم الإرادة الشعبية المصرية.
منذ أيام حاول أحد التجار الكبار في منطقة الهرم إقناعي بشراء "أوكر أبواب" تركي وصرف النظر عن شراء منتجات شركة مصرية متميزة فرفضت. وعندما سألت أحد الأصدقاء عن سر ذلك أخبرني بأن التاجر الشهير في الحدايد والبويات ينتمي لجماعة الإخوان ويهمه ترويج المنتجات التركية التي يحتفظ بكميات كبيرة منها في مخازنه.
خيانة الوطن لا تقف عند التوجهات السياسية الشاذة والمعادية لكل ما هو وطني.. بل الخيانة الحقيقية هي محاولة تخريب الاقتصاد المصري بكل الوسائل.
مقاطعة المنتجات التركية في هذا الوقت بالذات واجبة لأمرين مهمين:
الأول: توصيل رسالة شعبية واضحة للقيادات التركية بأن الشعب المصري لن يتعامل مع الذين يتآمرون ضده.
والثانية: أننا في حاجة ماسة إلي تشجيع كل الصناعات الوطنية وتوفير العملات الأجنبية التي نستورد بها من تركيا وغيرها.. فلدينا في مصر ما يكفينا من كل المنتجات والصناعات وقد ثبت أن الصناعات المصرية أجود كثيراً من مثيلاتها التركية.