محمد السيد عيد
هذه اللجان تضم أعضاء متعلمين جيداً، وبعضهم كتاب
من الغريب أن يتكلم الناس وأجهزة الأمن عن اللجان النوعية التي كونها الإخوان للقيام بأعمال العنف، بدلاً من تنظيمهم السري القديم، ولايتكلم أحد عن لجانهم الألكترونية، رغم أنها لاتقل خطورة عن اللجان النوعية.
وقد لفتت هذه اللجان انتباهي بعد ثورة يناير 2011، وأظن أنها تنقسم إلي قسمين :
القسم الأول : خاص بالإذاعة والتلفزيون، وكان في بدايته يتابع مايقال عن الإخوان، أو ضدهم، في المحطات والقنوات المختلفة، ويدفع بمن يدخل هذه البرامج كي يوضح وجهة نظر الإخوان، أو يدافع عنهم، أو يتحدث عن خططهم لتغيير الواقع المحيط وتحويله إلي جنة علي أيديهم. بالإضافة لكتابة الرسائل التي تظهر علي الشريط الإخباري أسفل شاشات القنوات المختلفة مؤيدة للإخوان. وقد تطورت مهام هذا القسم تبعاً لتطور الأحداث، فبعد ذهاب دولتهم كانوا يكتبون عن عودة مرسي، والشرعية، ورابعة، والنهضة. وما زالوا يكتبون هذه الرسائل حتي الآن في القنوات التي تروج لفكرهم. وقد لمست عمل هذه اللجان أثناء كتابتي للبرنامج الصباحي اليومي « بكرة يبتدي النهاردة « الذي كان يذاع علي البرنامج العام، حيث كنت أنتقد السماح بدخول السلاح القادم من ليبيا بحجة أنه متجه إلي فلسطين، وأطالب بوقف تهريب السلع إلي غزة عن طريق الأنفاق، وأنادي بإنشاء منطقة تجارية مشتركة كسراً للحصار الإسرائيلي لغزة، وحفاظاً علي الأمن القومي المصري، فقد كانوا يهاجمون الحلقات من خلال رسائلهم الالكترونية علي صفحة البرنامج العام، وانتهي الأمر بإلغاء البرنامج.
القسم الثاني من عمل هذه اللجان يختص بوسائل التواصل الاجتماعي : الفيس بوك، وتويتر، والأنستجرام. وهدفه إشاعة اليأس بين الناس، عن طريق :
التركيز علي السلبيات الاقتصادية، والتأكيد علي أن مصر ستفلس في القريب العاجل، وعلي ضياع فلوس المعاشات، وأن أصحاب المعاشات قد لايجدون معاشاتهم، وأن السيسي لم يدرس جيداً جدوي المشروعات التي يتبناها.وهذا الكلام مأخوذ غالباً من وسائل الإعلام، ودورهم هو تكراره، والتعليق عليه بتعليقات سوداوية.
التأكيد علي فشل نظام السيسي، والتشكيك في قيمة وجدوي مشروعاته مهما كانت إيجابية، وماحدث ويحدث حتي الآن مع مشروع قناة السويس الجديدة مثال علي ذلك.
التقاط وقائع من الحياة اليومية وتفسيرها ضد السيسي ونظامه لصالح الإخوان، ومن ذلك مثلاً تعليقهم علي انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات في المرحلة الأخيرة، حيث كان التفسير المعتمد لديهم هو تآكل شعبية السيسي، وأن انخفاض نسبة المشاركة معناه انفضاض الناس عنه وبداية التفكير في الانقلاب عليه.
عقد مقارنات بين مايفعله السيسي وماكان يفعله مرسي، مع إظهار أن مرسي كان أفضل من السيسي.
إطلاق شائعات تشكك في كل تصرفات الحكومة، ولعل المثل الواضح علي ذلك هو الشائعة التي أطلقوها بأن المصل المستخدم في تطعيم الأطفال ضد الحصبة فاسد.
التركيز علي ماتنشره وسائل الإعلام عن الفساد .
يقابل هذا كله تجاهلهم لأية إيجابيات تتحقق علي أرض الواقع، مثل فوز مصر بحق تنظيم كأس العالم لكرة اليد، أو فوز أحد الرياضيين بمركز أول علي مستوي العالم. أو فوزعالم مصري شاب في مسابقة عالمية لابتكاره جهازاً جديداً.أو حل مشكلة نقص الطاقة. كما يتجاهلون أيضاً مايقوم به الإخوان من عنف وتفجيرات وقتل للأبرياء. والجديد أنهم لا يرفعون شعارات رابعة، بل يتحدثون كمواطنين عاديين، لكنك تعرفهم ببساطة حين تري شماتتهم في مصر كلما وقعت واقعة، كما هو الوضع الآن بعد سقوط الطائرة الروسية.
إن هذه اللجان تضم أعضاء متعلمين جيداً، وبعضهم كتاب، وهم مدربون علي مهمتهم، ويعرفون مايفعلون. إنها في رأيي لاتقل خطورة عن اللجان النوعية التي تقوم بالقتل والتخريب، ويجب الالتفات إليها، قبل أن تنجح في بث اليأس في نفوس المواطنين.