الأهرام
علا مصطفى عامر
رجال يعانون الشيزوفرينيا !!
لاحظت فجأة ظهور صفحات لفتيات من جنسيات مختلفة يضعن عليها صورا فاضحة وعارية لأنفسهن، واستغربت كثيرا من إصرار الفيسبوك على التنويه المتكرر لهؤلاء بأنى ربما أعرفهن أو يصلحن لإضافتهن كصديقات على حسابى، وبتركيز بسيط أكتشفت السر المؤلم الذى دعا الفيسبوك يرشح لى أمثال هؤلاء.
السر يكمن فى أن أصدقاء " محترمين " أصبحوا يعملون كرابط مشترك بينى وبينهن، وأعتقد أنهم لا يدركون أن طلبات الصداقة التى بعثوا بها للفتيات العاريات، أو أن تسجيل الإعجاب " لايك " بصورة لإحداهن كفيلة بإظهار ما فعلوه لباقى الأصدقاء، أقول أننى شبه متأكده من جهلهم بهذا الأمر لأنهم فى الواقع ممن يتشدقون كثيرا بالمبادئ والأخلاق، ويعلنون إشمئزازهم من المنحرفين والمنحرفات، وبالتالى فهم لا يعنيهم إلا أن يحتفظوا أمام الناس بتلك الصورة الوقورة المتحفظة أو المتدينة، بينما هم يطلقون لأنفسهم العنان طالما غاب الرقيب، وأصبحوا وجه لوجه أمام صور الحسان.. لا شك أنها صدمة، ولكن كم فى حياتنا من الصدمات التى تجعلنا نرفض التصديق فى كثير من الأوقات، فلماذا يهوى الكثيرون التنكر وراء أقنعة الفضيلة والمثل الراقية الجميلة، ثم تأتى أشياء بسيطة وتافهة كمطاردة الصفحات الإباحية أو الحرص على تسجيل تعليقات ساذجة وخارجة على العيون الكحيلة أو الزميلة التى ترتدى فستانا قصيرا أو بنطلونا حاسرا لاصقا، فتكتب لها: تبارك الخلاق فيما خلق، أو كفاية بقى ارحمينا ، أو ياحلاوتك ياجمالك، أو تطلق عليها لقب الأميرة، أقول لهؤلاء مالاتعلمونه أن تستركم وراء أقوال حكيمة أو شعارات دينية تضعونها كستار على صفحاتكم، لم ولن يمنع أبدا من إظهار حقيقة الشيزوفرينيا الفيسبوكية التى تنتشر وتنتشر وتتوغل،خاصة فى محيط الرجال، فلم تعد فقط الشخصيات إفتراضية على الفيس بوك، بل أصبحت الأخلاق والمبادئ كذلك، لقد أسقطت هؤلاء من صفحتى، وسحقا لكل من سقطوا فى براثن الشيزوفرينيا ؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف