الوفد
عباس الطرابيلى
مريوط.. مزرعة سمكية.. كيف ؟
حسناً فعلنا بإنشاء مزارع سمكية- علي مياه البحر- في القطاع الشمالي من قناة السويس.. لأن مياه البحر- ومياه القناة منها- هي الأنظف، وبالتالي تعطينا إنتاجاً سمكياً نظيفاً وسليماً.. وعلي نفس المستوي، لماذا لا نفعل الشيء نفسه، ولكن في بحيرة مريوط، وبالذات في الجزء الغربي منها الذي يطل علي الطريق من غرب الإسكندرية إلي قري الساحل الشمالي الغربي حتي قرب أبوتلات وبرج العرب.
<< ذلك ان هذا الجزء، الذي مررت عليه وأنا في طريقي خلال أغسطس الماضي إلي بورتو مارينا، هو الأنظف مائياً وحياتياً من بحيرة مريوط.. لسبب بسيط هو انه مفتوح علي البحر المتوسط، أي بعيداً عن الجزء الجنوبي من البحيرة الذي تحول إلي أحواض لمياه الصرف الصحي للإسكندرية علي مدي 30 عاماً.
وشدتني صورة صيادي السنارة الذين يقفون علي جانبي الطريق وهم يلقون سنانيرهم لصيد أسماك القاروص واللوت والوقار.. والبوري كبير الحجم من هذه المياه النظيفة، الأقل تلوثاً من باقي مساحات البحيرة.
<< وهذه الصورة- ورأيتها وأنا ذاهب ثم خلال عودتي- تجعلني أتحدث عن تحويل هذا الجزء من البحيرة إلي مزرعة ضخمة لزراعة أجود الأسماك البحرية- وبالمناسبة هي الأسماك الأكثر نظافة حتي من الأسماك النيلية، أو أسماك باقي البحيرات التي تعاني من الصرف الزراعي والصرف الصناعي والصرف الصحي! بشرط أن نحافظ عليها كبحيرة- أو مزرعة سمكية عالية النظافة- مفتوحة علي البحر المتوسط تماماً كما هي الحالة في بحيرة البردويل في شمال سيناء.. حيث أجود أنواع الأسماك البحرية، التي يتجه أكثرها إلي التصدير.
وبشرط ألا نسمح في هذا الجزء من مريوط باستيلاء مافيا المزارع السمكية علي مساحات من البحيرة بنظام الأحواش وغيرها.. وأن تسيطر تماماً علي ما يقدم للأسماك فيها من غذاء، أو علف وكفي ما نعرفه عما يقدم من غذاء لأسماك المزارع في كفر الشيخ وهي أكبر منطقة في مصر لزراعة أنواع البلطي وقشر البياض والقراميط والحنشان.
<< وتذكر هنا أن أجود أسماك نحصل عليها من بحيرة المنزلة هي تلك التي يتم صيدها بالقرب من البواغيز التي تسمح بدخول مياه البحر المتوسط إلي البحيرة.. أي بعيداً عن مصبات المصارف الزراعية والصناعية والصحية وأخطرها مصرف بحر البقر.. أو مصرف كيتشنر الذي يصب في بحيرة البرلس ويكاد يقتلها بما فيه من مياه صرف صناعي وغيرها.
وأن نحول هذا الجزء من بحيرة مريوط إلي مزرعة نموذجية للأسماك البحرية الممتازة ومن الجمبري.. وألا تسمح أبداً بإلقاء أي مياه صرف فيها، مهما كانت الأحوال.. وأن نقصرها علي أسماك القاروص والدنيس والوقار والجمبري والبوري.. ولا مانع من إلقاء بعض ذريعة أسماك الدراك والمياه والجرانة والطوبارة.. ونسمح بتصدير نصف انتاج هذه المزرعة الطبيعية للخارج ونطرح النصف الآخر للاستهلاك المحلي.. علي أن نقوم وباستمرار بتطهير البواغيز التي تغذي هذا الجزء من البحيرة بمياه البحر.. وبذلك نسمح بدخول زريعة الأسماك من البحر مع أمهاتها لكي تتربي وتعيش في مياه البحيرة المحمية من ثورات البحر.
<< علي أن ننشئ مفرخات لزريعة الأسماك الممتازة التي نلقيها في البحيرة.. ونحميها من لصوص الزريعة- وهي أغلي من المخدرات- ومن لصوص الأسماك عند اقتراب موسم حصد المحصول السمكي.
وبهذا نزيد من انتاج الأسماك الجيدة، نظيفة المصدر لنوفر هذا البروتين السمكي.. ونوقف استيراد أسماك المزارع من تايلاند وفيتنام وماليزيا وأندونيسيا.. بما فيها جمبري المزارع الذي يقبل عليه المستهلك المصري.
<< بشرط أن نمنح امتياز كل ذلك لشركة مصرية كبري تتولي التنفيذ، وإنشاء أسطول الصيد ونشجعها علي إنشاء مصانع لتشفية الأسماك وتجهيزها وتبريدها.. وعرضها في الأسواق المحلية وتصدير بعضها.. ويعمل فيها الآلاف من المصريين في كل مراحل هذه الزراعة بل والصناعة المتقدمة.. بشرط أن تبتعد عما عانينا منه من شركة استغلال بحيرة السد العالي التي كانت ترسل أسماك البحيرة إلي القاهرة الكبري فيصل إليها تالفاً بسبب سوء نظام النقل والتبريد.
<< إن أمامنا هنا فرصة لتطوير هذه الصناعة الحيوية.. ومن المؤكد ان نجاحها يمكن أن يشجعنا علي تكرار نفس التجربة في بحيرة البردويل.. بل والعمل علي إنقاذ باقي بحيراتنا الشمالية- بعد إيقاف إلقاء مخلفات الصرف بكل أنواعه فيها.
لتعود هذه البحيرات كما كانت وتوفر للمصريين الغذاء السمكي النظيف.. بأسعار أقل.
<< وأتمني أيضاً أن نطبق نظام الالتزام من «ملتزم» أي شركة لذلك في المزارع السمكية التي يجري الآن إقامتها في منطقة قناة السويس.
انها صناعة متطورة نوقف بها بلاوي استيراد الأسماك في الخارج.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف