خالد السكران
شارع عبدالعزيز يا مدير أمن القاهرة
ندق ناقوس الخطر وقبل أن نرفع شعار "لا بكاء علي اللبن المسكوب" والأمر هنا يتعلق بشارع عبدالعزيز في قلب قاهرة "المعز لدين الله" حيث انتشرت بصورة كبيرة ظاهرة الصبية الصغار الذين لا تتعدي أعمارهم ما بين 13 إلي 17 عاما جلبهم البعض من صعيد مصر أو محافظات الوجه البحري وآخرون هاربون من أسرهم والمهم أن هذه المنطقة تجمع فيها أكثر من 150 صبيا استغلهم أصحاب محلات التجارة في الأجهزة المنزلية أو أصحاب مخازن يعملون في هذه التجارة وكذا محلات بيع وصيانة المحمول وكل مهمة هؤلاء الصبية هي استدراج الزبون من أمام قسم شرطة الموسكي إلي المحل أو المخزن الذي يعمل فيه الصبي ويقوم بإغراء الراغب في شراء تلك الأجهزة بعرض أسعار منخفضة للغاية للأجهزة من الماركات العالمية المعروفة وحينما يتسلم الزبون الجهاز الذي قام بشرائه ويبدأ في فحصه يكتشف أنه فقط لا يحمل من الماركة العالمية سوي الاسم وباقي الجهاز صيني الصنع أو تم تجميعه في منطقة أخري غير بلد المنشأ الحقيقي لهذه الماركة وحينما يتوجه مرة ثانية لإعادة لمن اشتراه منه لا يجد الصبي الذي استدرجه وإن وجده يفر هاربا وكأنه "فص ملح وداب" وينكر صاحب المحل أو المخزن معرفته به وتندلع المشاكل التي لا تكاد تتوقف علي مدار الساعة في هذا الشارع التجاري الهام.
هؤلاء الصبية يحصلون علي أجر أسبوعي قدره خمسمائة جنيه و5% من قيمة كل جهاز يتم بيعه ولأنهم صغار السن و"الفلوس بتجري في إيديهم" أصبحت هذه المنطقة مرتعا لبائعي الأقراص المخدرة بكل أنواعها وتكالب عليها بعض الساقطات لإغواء هؤلاء الصبية واستنزاف أموالهم وقد تسبب ذلك في حدوث المعارك بين الصبية بعضهم البعض للتنافس علي الزبائن وبينهم وبين العاملين في بعض المحال التي لا مأوي لهؤلاء الصبية وأصبح جميعهم يتربصون ببعضهم البعض الصغار يقولون "عاوزين نعيش ونطلع علي وش الدنيا مثل زيزو في مسلسل شارع عبدالعزيز" والكبار يقولون "يا واخد قوتي يا ناوي علي موتي" ويبقي الصراع مستمرا إذا لم تتدخل قبضة الأمن القوية لفحص هذه الفئة من الصغار وإعادة الهاربين إلي أسرهم وضبط من يتعاطون المخدرات والساقطات وبصراحة أكثر المنطقة تحتاج إلي تطهير كامل يا مدير أمن القاهرة أيها الرجل الهمام الذي أعرف قدراته جيدا.
أما الطرف الأهم في هذه المعادلة فهو الجماعة التي تجلب هؤلاء الصبية والمحلات والمخازن التي تقوم بتشغيلهم عليهم أن يعيدوا الأمور إلي طبيعتها ولا يجعلون من الغش وسيلة للثراء لأن أجهزة الدولة تنتفض الآن لضبط الغشاشين والمدلسين ومعدومي الضمير وأن يجعلوا من الصدق والأمانة رأس مالهم الحقيقي ويتأكدوا أنه لا مخلوق علي وجه الأرض سيحصل علي رزق أكثر مما قدره له الله.