المساء
هالة فهمى
الزرقاء وشعلة الثقافة العربية !!
الثقافة العربية التي تتراجع علي مستوي العالم العربي والتي أثر تراجعها في مستوي الشعوب حضارياً فجعلتنا في ذيل القائمة بعد أن تصدرناها لسنوات وعقود.
أقدم وأكبر الحضارات التي انبثقت من بين عقولنا وأيدينا وضمائرنا.. الآن أصبحنا نقدم لها بفعل كان.. نعيش علي ذكراها ونتمني عودتها دون فعل.. مؤخراً بدأت المحاولات لتعود الثقافة العربية لمكانتها ومهما كانت تلك المحاولات ضعيفة ضئيلة لا تليق بحجم أمة إلا أنها بدأت والحقيقة أن مصر تلك التي تموج بتلك المحاولات تعتمد علي آليات رتيبة جعلت المجتمع المدني بعيداً إلا من بعض أصحاب رأس المال السياسي الذي يوجه الدفة أينما شاء وكيفما رغب.. ولأننا نريد نهضة غير مسيسة ونريدها ثقافة عربية شاملة أعجبتني بشدة تجربة مدينة الزرقاء في الأردن الشقيق.. والتي جعلت تلك المدينة التي يطلقون عليها مدينة العمال والعسكر والثقافة الآن تجربتها فريدة ونتمني أن يحتذي بها.. فمنذ تولي المهندس عماد المومني رئاسة تلك المدينة وأصبح عمدتها أو رئيس بلديتها كما يطلقون عليه قدم نموذجاً واعياً للسياسي والقائد.. هذا النموذج ببساطة هو ما ننادي به في كل كتابتنا.. الثقافة أولاً.. فقد أنشيء بعد خمسة أشهر من توليه إذاعة للزرقاء أسسها الشباب وبث برامجها الشباب فأصبحت نسبة الاستماع إليها في غضون أشهر تتجاوز الثمانين بالمائة.. تهتم ببث الثقافة والوعي للمستمع الأردني ثم العربي والعالمي عن طريق بثها عن طريق النت وتوظيف الماتيميديا.. ثم حمل البلدية لشعلة ثقافة الكلمة من خلال دعمهم لمهرجان الشعر الدولي الأول بالزرقاء ودعوة شعراء ونقاد وإعلاميين شعوب عالمنا العربي للمشاركة ولأن المؤتمر يحرض علي الثقافة فقد دفع المجتمع المدني داخل المدينة للمشاركة فشاركت المطاعم التي استضافت الضيوف والفنادق والجمعيات الأهلية.. كل دعم وشارك بحب وسعادة.. الكل يعمل لغرض وحيد تحويل الزرقاء من مدينة العمال والعسكر.. لمدينة الثقافة العربية بجوار ما سبق.. ومن هنا نقول إن التجربة فريدة وغير منقوصة خاصة أن القيادات شاركت في حضور الأمسيات الشعرية وتألق عماد المومني في كلمته التي وشت الثوب العربي بأجمل الكلمات وعلي رأسهم مصر الحضن العربي.. التجربة الزرقاوية الأردنية تحدت العاصفة الترابية والسيول وغرق عمان.. تحدت البيئة وتقلباتها وكذلك تحدت السياسة وتقلباتها في ظل هجمة تخلف علي حدودنا العربية تريد سحق العرب تحت رايات المطامع وتوظيف اسم الإسلام لأغراضها.. أدرك محافظ الزرقاء ضرورة مواجهة الجهل بالفكر.. والتخلف بالثقافة.. والكراهية بالمحبة.. والتفرقة والتشرذم.. بالجمع والوحدة.. مؤتمر الزرقاء الدولي الأول للشعر الذي ضم مصر والسودان وسوريا والبحرين والعراق والمغرب وفلسطين والأردن.. كان وحدة عربية ثقافية.. فالسياسة تفرق والثقافة تجمع.. فشكراً للأديب الشاعر العربي جميل أبوصبيح وفريق عمله الذين فكروا ونسقوا ونجحوا في تصدير التجربة لجميع دولنا العربية.. ليست تجربة مهرجان أو مؤتمر بل المشاركة بين الدولة والمجتمع المدني بحب وليس برغبات خبيثة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف