المساء
محمد جبريل
سقوط الطائرة.. والمؤامرة !!
إذا كانت حكومات الغرب قد سبقت - قبل أن تظهر التحقيقات الأولية - في نسبة حادثة سقوط الطائرة الروسية المتجهة من شرم الشيخ إلي سان بطرسبرج لعمل إرهابي. فإن الإعلام الغربي - الذي يخضع للتأثيرات الصهيونية - قد سبق الجميع في إعلان ما يراه سبباً حقيقياً لسقوط الطائرة.
الهدف من الضجة المفتعلة هو الإساءة إلي السياحة المصرية. وإلي الاقتصاد المصري بالتالي سهل تبينه في دعوة بعض حكومات الغرب لمواطنيها الذين يقضون إجازاتهم في شرم الشيخ إلي ضرورة العودة. ونصح من يعدون لإجازات أعياد الميلاد في المدينة المصرية الجميلة بعدم السفر إليها. حيث انطلقت منها - في زعم الميديا الغربية وحكومات الغرب - قنبلة زرعها تنظيم داعش. تأكيداً لادعاء التنظيم بأنه هو الذي دبر الحادثة.
لأن الخوف عدوي. فقد استجاب المسئولون الروس لصيحات الخوف في الداخل من الأخطار التي قد تهدد مواطنيهم إذا حرصوا علي قضاء إجازاتهم في شرم الشيخ.
شهد تاريخ النقل الجوي الكثير من حوادث الطيران. لم تصدر الحكومات تحذيرات لرعاياها من الرحيل إلي البلد الذي انطلقت منه الطائرة المتفجرة. فهل الخوف علي مواطني دول الغرب هو الباعث علي إصدار تحذيرات حكوماتها؟!
اللافت أن الطائرة المتفجرة من نوع ايرباص. وهي صناعة مشتركة بين فرنسا وألمانيا وإنجلترا. فهل المبادرة بذكر السبب - قبل أن تعلنه نتائج التحقيق - لإبعاد شبهات خطأ تقني في الطائرة. بتحويل الاستنتاجات إلي مسار آخر من قبل أن تبدأ أولي خطوات التحقيق.
التحذيرات التي علت في اليوم الأول لسقوط الطائرة تبدو لافتة كذلك. فحوادث الطائرات تعددت - ولاتزال - في كل الدنيا. قد يكون بعضها مدبراً. وبفعل فاعل. لكن الحكومات لم تحذر مواطنيها من زيارة هذه المدينة أو تلك. أشير إلي حادثة الطائرات التي قامت من مطارات أمريكية. فدمرت مركز التجارة العالمي بنيويورك. أعلن العالم سخطه علي الحادثة. وأدان مرتكبيها. بل إنها كانت ذريعة كي تشن الولايات المتحدة حربها في أفغانستان والعراق. مع ذلك فإن مطارات نيويورك ظلت مفتوحة للقادمين والمغادرين. لم تصدر تحذيرات لمواطني أية دولة. وظلت حركة الطيران علي انتظامها في المطارات الأمريكية. وإن زادت واشنطن من إجراءاتها الأمنية.
سبقت حادثة نيويورك. وتلتها حوادث كثيرة. أثبتت التحقيقات في العديد منها وجود فعل إجرامي.
القضية أخطر من أن ننسبها إلي محاولات اختيار بدايات الموسم السياحي لتقويض أحد أهم موارد الاقتصاد المصري. ما حدث تنبيه لأنفسنا. وتنبيه للمؤامرات التي تواجهنا. بداية من نفارين محمد علي. وصولاً إلي لعبة الذئب والحمل في الثورة العرابية. فالعدوان الثلاثي ضد ثورة يوليو. ثم نكسة 1967 التي تلقي فيها الكيان الصهيوني دعماً هائلاً من الغرب علي المستويات العسكرية واللوجستية. ولعلنا نذكر مشاركة البارجة الأمريكية "الحرية" التي ساندت إسرائيل في عمليات التجسس. ثم لقيت من الحليف جاء سنمار!
احذروا!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف