احتاج قوم موسي معجزة نبوية لإخراجهم من الجدال حينما وقفوا علي جثة القتيل قبل نحو 3500 عام يقولون ان البقر تشابه علينا.
مشكلتنا أعظم فقد تشابه علينا الإعلاميون والسياسيون والمصلحون والثوريون والقوادون وشيوخ المنصر ورجال الأعمال وأعضاء البرلمان.. ومضي عصر الأنبياء فلا تنتظر معجزة تفك الحيرة وترفع البلاء.. عقلك في رأسك تعرف خلاصك.. والحلال بين وأولاد الحرام يرفعون الشعارات.. الصورة لن تبدو مشوشة طالما تمسكنا بالمنطق كمقياس عقلي للتمييز بين طيب قد يتلعثم خطابه تحت وطأة الأفكار وضغوط الواقع داعيا الشعب للتوحد والاصرار علي النهوض وبناء الوطن.. وخبيث يتجمل بالايقاعات الصاخبة والألوان الزاهية كأفعي أمريكية مجلجلة لتسفيه الفكرة وبث الإحباط وهز الثقة في قيادة لا تمضي سفينة بغيرها.. وبين هذا وذاك يبقي الحياد جريمة والانحياز واجب ديني ووطني وضروري لاستمرار الحياة.. انحياز للنزاهة والفضيلة.. للقيم لا للأفراد.. للعدل والحق والخير والجمال.. القيم تحلق في السماوات إنما تسير علي اقدام من سكنت قلوبهم وعقولهم.. ويقول الإمام علي: الحق لا يعرف بالرجال وإنما يعرف الرجال بالحق.. فاعرف الحق تعرف أهله فالاستقامة أن تتحدث بالحق.. فإذا مال الكلام انكشفت سوءات العوام.. ألسنة القوم تفضح عوراتهم.. البعض يبدو علي شاشات التلفاز مثل راقص "الاستربتيز" تسقط قطعة من ثيابه مع كل جملة يتقيأها ويتحول ستديو الأخبار إلي ماخور.. مثل راكب ينتقد ربانا لأنه يأخذه إلي البرلمان الأمان.. وإعلامي يلبس الحق بالباطل ويعيب تنفيذ القانون لأنه يري الواقع تحت طائلته "راجل طيب" ويقع الناس في حيص بيص.. ويرتبك الشباب ويتخلف الكثيرون عن الركب بعدما غيبت عنهم البوصلة وترك الأمر يختلط عليهم.. لتظهر من جديد أعراض السلبية والاغتراب التي لاتقيم أودا ولا تحيي وطنا.
عاقب الله بني إسرائيل بالتيه 40 عاما جزاء قعودهم عن الانتصار للفضيلة.. ويكشف المشهد الحالي أن البعض يصنعون لنا تيها.. مقاومة الانزلاق إليه فرض عين علي كل وطني.. بأن يتقن عمله ويحسن أداء واجبه كل في مجاله.. معلم أو طبيب أو شرطي.. مهندس أو عامل.. إعلامي أو رجل دين.. المقاومة تبدأ الآن.. فتوابع الانزلاق مريرة.. ونبي الله موسي مات عند الكثيب الأحمر وهو يتطلع للخروج من التيه المصري.