ليس عيبا أوخطئا أن يتحدث الشخص إلي نفسه، أويتحاور المجتمع بين أطيافه، طالما كان غياب هذا الحديث وذاك الحوار سببا في مشكلات ما أسهل حلها وتجاوزها.

وبما أننا بصدد حدث جلل وهوسقوط طائرة ركاب روسية فوق سيناء، وما يتردد عن تحطمها بفعل قنبلة كانت علي متنها، وما تبع ذلك من قرارات لبعض الدول بتعليق السفر إلي مصر، فلا أحسب أن حوارا أوحديثا أوخطابا إعلاميا يستهدف الداخل هوأمرا ذا أولوية الآن, بقدر ما نحن بحاجة إلي أن نتحدث مع العالم وإليه.

غالبية قنواتنا الفضائية ذهبت فور الحادثة إلي شرم الشيخ، لتنقل ماذا .. ؟ لا أعلم.

هناك من تحدث من اخوانا (كلامنجية الاعلام) عن مؤامرة غربية وراء الحادثة!

وهناك من سار علي خط أن تأثيرا لم ولن يلحق بقطاع السياحة، رغم أن الحقيقة هي غير ذلك بالتأكيد.

كنت أظن أن القائمين علي اعلامنا – الرسمي والخاص - قد بلغوا من الفطنة والذكاء ما يجعلهم يتعلمون من أخطاء الماضي, ونراهم متفقون مثلا علي الخروج ببث مشترك بعدة لغات يكون موجها إلي العالم قبل المصريين، أويشترون بما أنفقوه علي طواقمهم التي أرسلوها إلي (شرم) دقائق علي الشاشات الاخبارية العالمية لدعم البلد. وقبل كل ذلك كنت أنتظر تأبينا لضحايا حادثة الطائرة الذين نسي الجميع أنهم كانوا ضيوفا علي مصر وأهلها, وما هكذا يعامل الضيوف حتي لوعادوا إلي أوطانهم بأكفانهم.